افادت مصادر مطلعة في العاصمة الفرنسية بأن زيارة وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني واجتماع وكلاء وزارات خارجية الدول الست المعنية بالملف الايراني في باريس، أظهرت ان "الأوضاع معطلة على صعيد الملفات المختلفة"، فيما اعلنت وزارة الدفاع الفرنسية استعدادها لنشر طائرات بلا طيار في جنوبلبنان. وعلمت"الحياة"ان ليفني ابلغت الجانب الفرنسي، خلال زيارتها باريس اخيرا، ان اسرائيل لن تتحرك في اتجاه الانسحاب من مزارع شبعا قبل اتفاق سلام شامل. ورأت المصادر ان اسرائيل تريد الاحتفاظ بكل أوراقها في الملف اللبناني، ومنها شبعا، لأنها تجهل كيفية تطور الأمور في لبنان. وأصرّ الجانب الفرنسي، خلال المحادثات مع الوزيرة الاسرائيلية، على ضرورة تعزيز وضع حكومة فؤاد السنيورة عبر انتصار سياسي، من خلال إعلان اسرائيل استعدادها للانسحاب من شبعا في ظل حكومة لبنانية تحترم تنفيذ قرارات مجلس الأمن. لكن المصادر لاحظت"ان اسرائيل لا توافق على مثل هذه الخطوة"، موضحة"ان هناك انطباعا سائدا لدى بعض الأوساط المطلعة على السياسة الاسرائيلية، مفاده انه مثلما تتمنى اسرائيل بقاء النظام السوري الحالي - وقد اثبتت ذلك حربها على لبنان في الصيف الماضي - فإنها من ضمن المنطق نفسه ترتاح الى نظام سوري في لبنان وحكومة يتمثل فيها حزب الله، وانما تحت سيطرة نظام سوري محدد ومعروف". وقالت المصادر ان ليفني لم تأت بجديد على الصعيد الفلسطيني، بل"أعادت تكرار الموقف التقليدي القائل إن اسرائيل تعمل الكثير وتلتزم وقف اطلاق النار وضبط النفس، وإن رئيس الحكومة الاسرائيلي ايهود اولمرت مدّ يده للفلسطينيين. كما كررت الشروط المسبقة لأي تغيير، ومن ضمنها ضرورة ان يعمل الفلسطينيون على تنظيم أوضاعهم". وخلصت المصادر الى الاستنتاج"ان حالاً من الجمود تلف كل الملفات المطروحة في الشرق الأوسط وان الأوراق التي يمكن لعبها قليلة جداً". على صعيد آخر، اعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الفرنسية جان فرانسوا بيرو ان باريس مستعدة لنشر طائرات مراقبة من دون طيار في جنوبلبنان لتعزيز القدرات الاستطلاعية لدى القوات الدولية"يونيفيل". وقال:"اننا على استعداد لدرس هذه المسألة لكننا بحاجة لتطبيقها، الى قرار من دائرة الاممالمتحدة لعمليات حفظ السلام". واوضح ان"هذه الوسائل ستسمح بتعزيز عمليات المراقبة التي تقوم بها قوة يونيفيل في المنطقة". ويأتي الاقتراح الفرنسي في حين تواصل اسرائيل طلعاتها فوق الجنوباللبناني متذرعة بانتهاك الحظر على الاسلحة الى"حزب الله"الذي نص عليه القرار الدولي الرقم 1701 في آب اغسطس لإنهاء الحرب بين الدولة العبرية والحزب والتي استمرت اكثر من شهر.