بيروت - أ ف ب - أكد وزير الدفاع الفرنسي ايرفيه موران خلال تفقده قوة بلاده العاملة ضمن اطار القوات الدولية في جنوب لبنان (يونيفيل) ان «من مهمات يونيفيل مساعدة الجيش اللبناني على الحلول محلها في منطقة خاضعة باستمرار لعوامل توتر كبيرة». وزار موران امس مقر قيادة الكتيبة الفرنسية في ديركيفا في الجنوب يرافقه السفير الفرنسي دوني بييتون وتفقد عمل الجنود الفرنسيين واستمع الى عدد من الضباط والمسؤولين عن سير عمل القوة. وأعلن موران أن «يونيفيل تقوم بمهمة لحفظ الأمن والاستقرار في الجنوب»، مشيراً الى ان «المنطقة تشهد استقراراً نسبياً منذ أربع سنوات» تاريخ تعزيز «يونيفيل» بعد النزاع بين اسرائيل و «حزب الله» في صيف 2006. الا انه أشار الى ان «هذه المنطقة الحدودية تخضع لتوترات كبرى»، وأنها «قد تتأثر بالصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وبالمسألة النووية الإيرانية». وشدد بالتالي على «اهمية ان تقوم يونيفيل بالقسم الآخر من مهمتها والمتمثل بكيفية مساعدة الجيش اللبناني على الحلول محلها في مدى متوسط او طويل». ووصل موران الى بيروت الجمعة في زيارة رسمية التقى خلالها رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري ونظيره اللبناني الياس المر. وتناول البحث العلاقات الثنائية ومسألة تسليح الجيش اللبناني. وفي مؤتمر صحافي عقده في مطار رفيق الحريري الدولي قبل مغادرته عائداً إلى باريس عصر أمس، قال الوزير الفرنسي ان جنوب لبنان «منطقة غير مستقرة بطبيعتها بالنظر الى عوامل مهمة غير مرتبطة بالجنوب في شكل مباشر، انما يمكن ان تكون لها انعكاسات على الجنوب»، مشيراً الى «المسألة الاسرائيلية - الفلسطينية والضغوط الدولية على ايران في الملف النووي». وأضاف ان هذه العوامل «يمكن ان تترك تأثيرات على الجنوب اللبناني». الا انه اكد انه يغادر لبنان «بتفاؤل نسبي نتيجة المحادثات التي اجراها مع المسؤولين اللبنانيين». وتابع «في الوقت الحالي، الوضع هادئ ومستقر. قد يتغير في اي لحظة، ويمكن لعنصر معين ان يتسبب بعودة التوتر او ان يغير في الاطار الداخلي، لكنني اغادر بانطباع ان حكومة الوحدة الوطنية ومجمل اللاعبين السياسيين يرغبون في الحفاظ على استقرار لبنان». واكد موران التزام بلاده الكامل بمهماتها داخل اليونيفيل. وقال ان «من مهمات القوة الدولية، بالاضافة الى حفظ الاستقرار، تعزيز دور القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان والعمل على ان تكون هذه المنطقة منزوعة السلاح». ورداً على سؤال عن التقارير الاسرائيلية حول نقل سورية صواريخ من طراز «سكود» الى «حزب الله» قال موران: «لا نملك اي معلومة من شأنها اضفاء صدقية على فكرة وجود سكود في جنوب لبنان حالياً». وأعرب في مؤتمره الصحافي عن استعداد بلاده لتقديم «مروحيات هليكوبتر من طراز غازيل الى لبنان لتعزيز قدراته»، مشيراً الى ان فرنسا «مستعدة للتجاوب مع طلبات الحكومة اللبنانية التي عليها ان تحدد اولوياتها». وذكر ان «المحادثات التقنية» حول المروحيات ومسألة تحديث عدد من الآليات المدرعة جارية بين الجانبين اللبناني والفرنسي، مشيراً الى ان الامر يتوقف ايضاً على الموازنة «التي ترغب الحكومة اللبنانية في تخصيصها لتجهيز جيشها».