جدد الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس مطالبته بوقف عمليات التحليق الاسرائيلية في الأجواء اللبنانية، ودعوته الى تغيير سلوكها والاحترام الكامل للقرارين 1559 و 1701. وقال الناطق باسم الرئاسة الفرنسية جيروم بونافون إن شيراك عبّر خلال اجتماع عقده مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني في قصر الاليزيه، عن قلقه ازاء الاوضاع التي يشهدها لبنان، وجدد دعم فرنسا والأسرة الدولية للحكومة اللبنانية الشرعية. واضاف أن الرئيس الفرنسي أشار الى الدور الذي تلعبه قوة"يونيفيل"في جنوبلبنان، وأعاد التذكير بموقف فرنسا الداعي الى وقف عمليات التحليق الاسرائيلية في الجنوباللبناني. وأشار مصدر فرنسي مطلع الى أن الرئيس الفرنسي شدد على الطابع غير المجدي لهذا التحليق من وجهة نظر فرنسا، لافتاً الى أنه منافٍ للقرار 1701 والى تأثيره السلبي على لبنان. وذكر بونافون ان شيراك الذي يستقبل ليفني للمرة الأولى، عبّر أمامها عن رغبة فرنسا بالتطبيق الكامل للقرار 1701 وعن اهتمامه بحل مسألة مزارع شبعا. وكانت ليفني التقت في وقت سابق وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي، ودافعت في تصريح لها عن التحليق الاسرائيلي فوق لبنان، بوصفه ضرورياً طالما بقي حظر وصول الاسلحة الى"حزب الله"غير مطبق. وأشارت الى أن على رغم وجود الجيش اللبناني، فان الحدود السورية - اللبنانية مفتوحة أمام تهريب السلاح والعتاد، والطيران الاسرائيلي يقوم بعمليات استكشافية. واعتبر دوست بلازي من جانبه ان انتشار الجيش اللبناني وقوة"يونيفيل"جنباً الى جنب في الجنوب يمثل انجازاً ينبغي تعزيزه مع الحرص على تطبيق الحظر على الاسلحة ووقف التحليق. وتناول شيراك خلال لقائه مع ليفني الاوضاع في المناطق الفلسطينية. وقال بونافون انه اعاد التعبير عن قلق فرنسا حيال الأوضاع الانسانية للشعب الفلسطيني، وعن حرصها على معاودة التفاوض. وأكد الرئيس الفرنسي دعمه لجهود رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من أجل تحقيق الوحدة الوطنية، مشيراً الى استعداد فرنسا والاتحاد الأوروبي للانخراط بشكل كامل دعماً لهذه الجهود. الى ذلك، كشفت صحيفة"يديعوت أحرونوت"الإسرائيلية أمس، عن ان"حزب الله"اقترح أن تفرج إسرائيل عن عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار وأسرى آخرين مقابل الكشف عن مصير الجنديين الإسرائيليين الأسيرين إلداد ريغف وأودي غولدفاسير. وأضافت الصحيفة، نقلاً عن مصادر مقربة جداً من رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت،"إن"حزب الله"لم يتعهد بإطلاق سراح الجنديين مقابل الإفراج عن القنطار وأسرى آخرين وأن إسرائيل رفضت الاقتراح". وقالت المصادر الإسرائيلية إن"تقريراً طبياً أعده الجيش الإسرائيلي في أعقاب هجوم مقاتلي"حزب الله"على موقع عسكري في شمال إسرائيل في 12 تموز يوليو الماضي وأسر الجنديين، إن الأخيرين أصيبا بجروح وكانا في حال تحتم تقديم علاج طبي طارئ لهما، وأن أولمرت عرض على عائلتي الجنديين الأسيرين نتائج التقرير الطبي". وعلى أثر ذلك قال والد غولدفاسير لأولمرت إنه إذا اتضح بشكل مؤكد أن الجنديين قتلا فإنه لا جدوى من تنفيذ صفقة مع"حزب الله".