منذ تولي هوغو تشافيز السلطة، كان الرجل على يقين من أن أهواءه الايديولوجية، ورغبته في صبغ فنزويلا بصبغتها، لن تتأخر في انفجار مواجهة قاسية مع الولاياتالمتحدة. وكان يعلم حق العلم أن الرئيس الأميركي، جورج دبليو بوش، لن يأمر بعمل عسكري يقوض نظامه، لأن حاجة الولاياتالمتحدة الى الطاقة تدعو واشنطن الى الحفاظ على علاقات ديبلوماسية وتجارية بفنزويلا. وعليه، انصرف تشافيز الى تعزيز تحالفات تكتيكية مع شطر كبير من بلدان أميركا الجنوبية، ومع روسيا والصين والشرق الأوسط وأوروبا. فطغى النفط على استراتيجيته. وهو، في الأثناء، ينتهج نهج حاكم ديموقراطي، بحسب شهادة منظمة الدول الأميركية اللاتينية وپ"مركز كارتر". وعقد تشافيز صلات وثيقة بلولا دا سيلفا وكيرشنر ورودريغيز ثاباتيرو وشيراك، وببيرلوسكوني أيام حكمه. وهذه قران على الفرق بين شعاراته الملتهبة وأفعاله الباردة. وليس من اليسير تعيين الوقت الذي أخلّ فيه تشافيز بالتوازن الدقيق هذا. فهو ربما أصابه مسّ القادة المنحرفين. وربما استمالته نصائح فيديل كاسترو وشعبيته في الأوساط الأكثر تطرفاً في القارة الأميركية، الى تعاظم سلطته مع بلوغ أسعار النفط حدوداً خيالية. ولا ريب في أن بصر تشافيز زاغ إثر انتصار إيفو موراليس ببوليفيا، وكان تشافيز سنده الأول، ثم غداة إلزام موراليس لولا دا سيلفا وكيرشنر الرضوخ لتأميمه النفط، ولأسعار الغاز الجديدة غداة التأميم. فتخلى الرئيس الفنزويلي عن جواره الأميركي الجنوبي بذرائع واهية. وجدد العزم على التسلح على نحو مقلق. وقوض مفاوضات فيينا في شأن"ميركوسور"سوق جنوب أميركا. وأيد البرنامج الإيراني الساعي في تخصيب اليورانيوم، ووثّق علاقاته بپ"حماس"وپ"حزب الله"، وتقرّب من كوريا الشمالية من غير باعث مفهوم على تقربه هذا. فانتابه شعور بالكبر والقوة حمله على أداء دور الشرير في الأممالمتحدة. فخسر الأصوات التي كان استمالها الى تأييد عضويته في مجلس الأمن، وحرم بلاده من مقعد كان بمتناوله. عن أرماندو دوران ، "إل ناثيونال" الفنزويلية ، 1 / 12 / 2006