استبقت إيران نتائج اجتماع"الستة الكبار"في باريس لبحث مشروع قرار في مجلس الأمن يفرض عقوبات عليها بسبب برنامج تخصيب اليورانيوم، بالتشديد على أن ذلك لن يمنعها من مواصلة برنامجها النووي كما حذر رئيسها محمود احمدي نجاد من أن مثل هذا القرار سيشكل"عملاً عدائياً"يهدد العلاقات مع الأوروبيين. وقبل بضع ساعات من اللقاء الذي يعقد على مستوى المديرين السياسيين لمجموعة 5+1، حذر الرئيس الإيراني الأوروبيين من أن طهران ستعتبر"أي إجراء ضد حق الأمة الإيرانية"بالحصول على الطاقة النووية"عملاً عدائياً". وأضاف احمدي نجاد في خطاب ألقاه في شمال البلاد متوجهاً إلى الترويكا الأوروبية فرنسا وبريطانيا وألمانيا:"إذا اصررتم على هذا التصرف، فإن الأمة الإيرانية ستعيد النظر في علاقاتها ومشاريعها معكم". وأكد أن إيران"تسيطر كلياً على التكنولوجيا النووية وستتخذ كل الإجراءات لإنتاج الوقود النووي لكل محطاتها". ولا تملك إيران في الوقت الراهن سوى محطة نووية واحدة تبنيها روسيا. ويفترض أن تبدأ العمل عام 2007 مستخدمة وقوداً روسياً. وقال كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي علي لاريجاني الذي يرأس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في افتتاح"المنتدى الاستراتيجي العربي"في دبي:"إذا كان هدف هذا القرار وقف البرنامج النووي الإيراني, فلن ينفع في شيء". وأكد لاريجاني بوضوح أن فرض عقوبات على إيران لن يضعف عزيمتها. وعما إذا كانت إيران ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدّرة للبترول أوبك قد تفكر في وقف صادرات النفط كسلاح ضغط، قال لاريجاني:"لا نود أن نرى مثل هذا الموقف". وعن قضية الجزر الثلاث المتنازع عليها بين إيران والإمارات، اتهم المسؤول الإيرانيالولاياتالمتحدة بالسعي إلى تأجيج الخلاف بين الدولتين. في غضون ذلك، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الروسية"ريا نوفوستي"ان موسكو تعتبر ان"من الضروري"حظر تصدير التكنولوجيا والمعدّات والخدمات الرامية إلى تخصيب اليورانيوم, إلى ايران. جاء ذلك بعدما قال لافروف على هامش اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في بروكسيل إن فرض عقوبات صارمة على إيران سيأتي بأثر عكسي. وقال:"نعتقد أن فرض هذا النوع من العقوبات خطوة غير مسؤولة". وكان المسؤول الثالث في الخارجية الأميركية نيكولاس بيرنز قال إنه لا يتوقع حدوث انفراج في اجتماع باريس، لكنه حض روسيا والصين على الانضمام إلى القوى الغربية بسرعة للاتفاق على عقوبات تفرض على طهران. وأضاف قبل توجهه إلى العاصمة الفرنسية:"لن أقول انه سيكون اجتماعاً سيشهد انفراجاً لكنني أعتقد أنه اجتماع مهم... آن الأوان كي نستصدر قراراً في مجلس الأمن حيال إيران"، معتبراً انه"انتظرنا بما فيه الكفاية. أجرينا مناقشات لساعات وساعات ونحن بحاجة إلى أن تتحرك الحكومتان الروسية والصينية بسرعة أكبر"، وأكد أن مشروع قرار مجلس الأمن"ليس معقداً". وفي فيينا، أوضح ديبلوماسي قريب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مدير عام الوكالة محمد البرادعي حصل من مسؤولين في وزارة الخارجية الصينية لدى لقائهم في بكين أول من أمس على تأكيدات صينية بالالتزام بدعم عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في التحقق من طبيعة البرنامج النووي الإيراني. وأكد المصدر ل"الحياة"أن التأكيدات الصينية تشكل إشارة إلى جهود مكثفة تبذلها بكين بالتعاون مع موسكو للتخفيف من صيغة مشروع القرار الأوروبي الذي تناوله"الستة الكبار"في اجتماع باريس أمس. وأضاف المصدر أن الحكومة الصينية تعهدت بذل مزيد من الجهد لحض طهران على إبداء تعاون أكبر مع مفتشي الوكالة. هولوكوست على صعيد آخر، أعلنت السلطات الإيرانية أن مؤتمر طهران الدولي حول محرقة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية سينظم"من دون أفكار مسبقة"، بينما وصف نجاد المحرقة بأنها"خرافة". وقال نائب وزير الخارجية منوشهر محمدي انه يتوقع مشاركة اكثر من ستين"باحثاً وجامعياً"من ثلاثين بلداً في المؤتمر الذي تنظمه الحكومة في الحادي عشر والثاني عشر من كانون الأول ديسمبر. على صعيد آخر، اعتقلت أجهزة الأمن 87 عنصراً أو مناصراً ل"مجموعات إرهابية"وقتلت تسعة آخرين في محافظة أذربيجان الغربية عند الحدود العراقية - التركية منذ آذار مارس الماضي، وفقاً لقائد قوات الأمن في المحافظة حسن كرامي.