اعتبر الرئيس الأميركي جورج بوش أمس، أن إعدام الرئيس السابق صدام حسين "خطوة مهمة" على طريق الديموقراطية في العراق معترفاً في الوقت ذاته بأن ذلك لن يوقف مسلسل العنف الذي يشهده هذا البلد. جاء ذلك في حين عارض الاتحاد الاوروبي اعدام الرئيس المخلوع ووصفه مفوض أوروبي بأنه عمل "همجي" قد يحوّله إلى "شهيد". وقال الرئيس الأميركي من مزرعته في كروفورد في ولاية تكساس حيث يمضى عطلة الاعياد إن"اعدام صدام يشكل نهاية سنة صعبة للشعب العراقي ولقواتنا". وأضاف في بيان أن تنفيذ حكم الاعدام"لن ينهي دوامة العنف في العراق لكنه يشكل مرحلة مهمة على طريق عراق ديموقراطي يحكم نفسه بنفسه، ويحقق الاكتفاء الذاتي ويدافع عن نفسه، ويكون حليفاً في الحرب على الارهاب". وأكد الرئيس الأميركي أن"ما زالت هناك خيارات صعبة وتضحيات يجب تقديمها، وأمن الشعب الأميركي يتطلب عدم إبطاء جهودنا لضمان استمرار تقدم الديموقراطية العراقية الفتية". وقال إن"ما حدث اليوم يذكرنا بالشوط الذي قطعه الشعب العراقي منذ سقوط نظام صدام، وبأن ما تحقق من تقدم لم يكن ليحدث من دون خدمة وتضحية رجالنا ونسائنا العسكريين"، لافتاً الى أن صدام"أُعدم بعد محاكمة عادلة وهو ما أنكره على ضحايا نظامه الوحشي". وفي لندن، رأت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت أن صدام"دفع ثمن جرائمه"، لكنها أكدت معارضة لندن المبدئية لعقوبة الاعدام. وأعربت بيكيت عن ارتياحها لأن"صدام حوكم أمام محكمة عراقية على الاقل في عدد قليل من القضايا الرهيبة التي ارتكبها ضد الشعب العراقي". وفي باريس، دعت الخارجية الفرنسية العراقيين الى أن"يتطلعوا الى المستقبل ويعملوا من أجل المصالحة والوحدة الوطنية". وأوضحت الوزارة في بيان أن"فرنسا التي تدعو على غرار جميع شركائها الأوروبيين الى الالغاء التام لعقوبة الاعدام، تبلغت بتنفيذ حكم الاعدام بصدام"، لافتة إلى أن"هذا القرار يعود الى الشعب العراقي والسلطات العراقية". وفي موسكو، أعربت الخارجية الروسية عن أسفها لاعدام الرئيس العراقي السابق في وقت وجهت فيه دعوات دولية للرأفة به، كما ذكرت وكالة الأنباء الروسية"انترفاكس". وقال ناطق باسم الوزارة للوكالة ذاتها إنه"للأسف، لم يتم الاصغاء الى الدعوات العديدة لممثلي مختلف الدول والمنظمات الدولية لتتراجع السلطات العراقية عن عقوبة الاعدام". وقال رئيس لجنة العلاقات الدولية في المجلس الاتحادي البرلمان ميخائيل مارغيلوف لوكالات الانباء إن"ذلك سيثير دوامة جديدة"من العنف، في حين رأى النائب في مجلس النواب الدوما ليونيد سلوتسكي في تصريح نقلته وكالة"ايتار تاس"أن هذا الاعدام"سيزعزع الوضع ليس في العراق فحسب بل وايضاً في منطقة الخليج كلها". وفي هذا السياق، أكدت فنلندا التي تتولى حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، وناطق باسم منسق السياسة الخارجية للاتحاد خافيير سولانا أنهما يعارضان إعدام صدام. وقال وزير خارجية فنلندا أركي تيوميويا إن"الاتحاد الاوروبي له موقف ثابت ضد استخدام عقوبة الاعدام، وما كان ينبغي أن تستخدم في هذه الحالة أيضاً على رغم أن لا شك في أن صدام مذنب بارتكاب جرائم خطيرة جداً ضد الانسانية". وقال مفوض المعونة والتنمية في الاتحاد الاوروبي لويس ميشيل إن عقوبة الاعدام تتعارض مع الديموقراطية التي يحاول قادة العراق بناءها. وقال إن المرء"لا يحارب الهمجية بأعمال اعتبرها همجية. عقوبة الاعدام لا تتفق مع الديموقراطية". وفي برلين، اعلن الوزير المنتدب للشؤون الخارجية غيرنوت ايرلير أن الحكومة الالمانية"تتفهم"ارتياح ضحايا نظام صدام حسين اثر اعدامه، لكنها لا تزال مصرة على معارضتها المبدئية لهذه العقوبة. وفي سيدني، أعلنت استراليا أنها"تحترم"قرار السلطات العراقية بإعدام الرئيس السابق رغم معارضتها المبدئية لعقوبة الاعدام. وقال رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد:"أرى أمراً بطولياً لبلد قادر على رغم كل المعاناة التي يعيشها، على إحالة رجل كان طاغية وقاتلاً لشعبه، إلى القضاء". وأضاف هاورد أن محاكمة صدام حسين كانت عادلة، مشيداً بسعي العراق"إلى تبني الديموقراطية". وقال وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر"مهما يكن موقف الناس من عقوبة الاعدام، والحكومة العراقية تعلم موقفنا من هذا الامر، علينا احترام حق الدول التي تتمتع بالسيادة في اصدار احكام تتعلق بجرائم ارتكبت ضد الشعب". وفي الفاتيكان، اعلن الناطق باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي أن اعدام صدام"خبر مفجع". وتحدث مدير قاعة الصحافة في الفاتيكان، في تصريح إلى اذاعة الفاتيكان بعد ساعات من اعدام صدام عن"خطر أن يغذي اعدام صدام روح الانتقام ويسبب اعمال عنف جديدة". واضاف انه"سبب للحزن وان كان الامر يتعلق بشخص مذنب بجرائم خطيرة. يجب أن نكرر موقف الكنيسة الكاثوليكية المعارض لعقوبة الاعدام في كل الظروف". وفي جدة، دعا الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي العراقيين بعد اعدام صدام الى"التحلي بالهدوء"، مشدداً على ضرورة ألا يؤثر هذا الاعدام في"عملية المصالحة". ودعا"الشعب العراقي الى التحلي بالهدوء"،"بعدما علم باعدام صدام حسين شنقاً". واعرب"عن قلق بالغ ازاء ما قد يحدث خلال الساعات المقبلة"، محذراً من"العنف الطائفي". وفي كوالالمبور، اعتبرت ماليزيا التي تتولى حالياً رئاسة"منظمة المؤتمر الاسلامي"أن اعدام صدام قد يؤدي الى تجدد العنف في العراق، مؤكدة أن على الحكومة أن تعيد بناء الثقة. وقال وزير الخارجية الماليزي سيد حميد البار"ان هناك انقسامات داخل منظمة المؤتمر الاسلامي حول هذه المسألة، لكنّ هناك تطابقاً في وجهات النظر حول ضرورة اجراء مصالحة وانهاء اعمال العنف وعودة الاستقرار". وفي طوكيو، أكدت اليابان أنها"تحترم"قرار السلطات العراقية تنفيذ حكم الاعدام في حق صدام. وقال ناطق باسم الخارجية اليابانية"انه قرار اتخذته الحكومة الجديدة في العراق طبقا لدولة القانون. نحترم هذا القرار". وفي واشنطن، صرح مدير برنامج العدل الدولي في منظمة"هيومن رايتس ووتش"ريتشارد ديكر بأن جرائم صدام لا تبرر التسرع في اعدامه. وقال إن الرئيس المخلوع"كان مسؤولاً عن أفظع الجرائم وانتهاكات حقوق الانسان لكن أفعاله وإن كانت على درجة كبيرة من الوحشية، لا يمكن أن تبرر الاعدام، العقوبة الوحشية واللاانسانية". وفي أنقرة، ندّد"حزب المجتمع الديموقراطي"الموالي للاكراد في تركيا بإعدام الرئيس السابق. وقالت نائب رئيس هذا الحزب ايسل توغلوك في بيان:"مع أن الأكراد هم أكثر من عانى خلال حكمه، إلا أن صدام ما كان يجب أن يُعدم".