كشف مصدر في وزارة الداخلية السعودية أمس أن قوات الأمن اعتقلت 139 مشتبهاً بالإرهاب منذ حزيران يونيو الماضي، بينهم عدد من الأجانب، كما أحبطت عمليات انتحارية كانت قيد التنفيذ. وأكد أن الموقوفين حاولوا تجنيد عناصر شابة"للخروج إلى مناطق مضطربة"، في إشارة إلى العراق، كما تبين ارتباطهم"بعناصر خارجية استغلت حركة الزوار والمعتمرين لتهريب أشخاص بهدف تدريبهم في الخارج". وضبطت الشرطة اسلحة وأموالاً وأجهزة اتصال متطورة. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن المصدر أن الأجهزة الأمنية"تمكنت من رصد ومتابعة العديد من التحركات المشبوهة للمتأثرين بالفكر الضال الذين جعلوا من أنفسهم أدوات في أيدي الغير للإساءة إلى دينهم ومجتمعهم ووطنهم واتخذوا من تكفير المسلمين وسيلة لاستباحة الدماء والأموال وعملوا على تأجيج الفتنة والتغرير بحديثي السن وتجنيدهم للخروج إلى المناطق المضطربة، إضافة إلى التستر على المطلوبين وتمويل عملياتهم التي تستهدف الوطن في أمنه ومقدراته وقوت أبنائه". وأكد المصدر أن"من خلال المتابعة التي استهدفت الإحاطة بتفاصيل هذه التحركات والتحقق من كل من طالته الشبهة، تبين ارتباط هؤلاء المتورطين بعناصر خارجية استغلت حركة الزوار والمعتمرين لتهريب الاشخاص بهدف تدريبهم في الخارج وإعادتهم للعمل داخل الوطن، تحقيقاً لأحلامهم المريضة في خلق بيئة مضطربة فيه". وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية قامت باعتقالات وعمليات دهم في ضوء هذه المتابعات، لافتاً إلى توقيف 31 شخصاً في"عملية استباقية"في الرياض،"منهم أربعة مقيمين والبقية سعوديون، بعدما تبين أنهم شكلوا خلية ارتبطت تنظيمياً بما كان يخطط له سبعة من المنتمين إلى الفئة الضالة تم التعامل معهم في الرياض"في 24 حزيران يونيو الماضي. وأضاف:"اتضح أن هذه الخلية على وشك التحرك، بعدما أصدروا الفتاوى التي تبيح لهم خطف الأبرياء والمساومة عليهم وقتلهم والسطو على التجار والبنوك، كما أباحوا ارتكاب المحرمات إمعاناً في إخفاء نواياهم وأهدافهم، كما كان من بينهم من كتب وصيته على أن تعلن بعد تنفيذه لعمل انتحاري يستهدف الأبرياء الآمنين ومقدرات الوطن". وأشار إلى أن هذه الوصية"نص فيها على اعتناق الفكر التكفيري، كما تضمنت رسائل إلى الوالدين وآخرين يبرر فيها هلاكه منتحراً". ولفت إلى توقيف ستة سعوديين في منطقة الجوف منتصف شهر رمضان الماضي،"شكلوا خلية دأبت على استخدام عوائلهم في التستر على مطلوبين وتهريبهم إلى الخارج، مرتبطين بوسطاء هناك لتسهيل مآربهم". وبعدها بيوم واحد،"تم القبض على خمسة أشخاص من جنسيات مختلفة، بينهم سعودي، كانوا على ارتباط فكري وتنظيمي بمطلوب قاموا بإيوائه والتستر عليه قبل أن يلقى مصرعه في عملية أمنية في حي المباركية في مدينة الدمام". وفي نهاية رمضان أيضاً،"تم القبض على 16 عنصراً، بينهم مقيمان، ممن يعتنقون الفكر الضال في مناطق عدة شملت مكةالمكرمةوالرياض وجازان والجوف حيث كانوا على ارتباط بوسطاء في الخارج لتأهيل الافراد وتدريبهم ثم تأمين عودتهم للعمل في الداخل". وفي رابع أيام عيد الفطر،"قامت قوات الأمن بعمليات متزامنة في مناطق الرياض والشرقية والقصيموحائل أسفرت عن القبض على 44 عنصراً، جميعهم سعوديو الجنسية، شكلوا تنظيماً يعتنق اعضاؤه الفكر التكفيري وعملوا على نشره والترويج له وتمجيد الفئة الضالة، إذ كان لبعضهم ارتباط بعناصرها الاجرامية، كما قاموا بتأسيس ما أسموه لجان مالية وشرعية وإعلامية لتنفيذ مخططاتهم داخل الوطن، إضافة الى التحريض على سفر الإفراد إلى المناطق المضطربة وتيسيره لهم". وبعدها بيوم واحد،"تم القاء القبض على خلية مكونة من 14 عنصراً في منطقة حائل، بينهم مقيم واحد والبقية سعوديون، عملوا على نشر الفكر التكفيري والترويج له من خلال الوسائط الالكترونية وغيرها، إضافة إلى تمويل انشطة تخدم التوجهات الضالة". وتابع المصدر:"وفي عملية بدأت في 8 شوال 1427 13 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي تم القبض في منطقة القصيم على خلية مكونة من ثمانية اشخاص سعوديين يعتنقون الفكر الضال ويحرضون على تسهيل سفر الافراد إلى المناطق المضطربة بطريقة غير مشروعة، إضافة إلى ارتباطهم بعناصر مطلوبة". وفي اليوم ذاته،"تمكنت قوات الامن من القاء القبض في المدينةالمنورة على خلية مكونة من 12 عنصرا، بينهم سعوديان والبقية مقيمون من جنسيات مختلفة، كانوا على تواصل مع عناصر خارجية تسعى إلى جمع الاموال وتجنيد الافراد وترحيلهم الى اماكن الفتن للتدريب والتهيؤ للاعمال الاجرامية". وأكد المصدر الأمني"ضبط أسلحة وأموال بعملات مختلفة ووثائق ووسائل اتصال واجهزة كومبيوتر ووسائط إلكترونية خلال تنفيذ هذه العمليات الأمنيةن تفصح عن الفكر الذي يحمله هؤلاء وتكشف عن أهدافهم الاجرامية، كما توصلت التحقيقات الجارية إلى معلومات عن أشخاص آخرين لهم علاقة بما تقدم ذكره. ولأهمية معرفة حقيقة موقف هؤلاء الاشخاص، أُشعر ذووهم بالايعاز لهم بمراجعة اقرب جهة امنية أو مراجعة أقرب ممثلية لخادم الحرمين الشريفين لمن هو متواجد في الخارج، لإيضاح موقفهم وإلا فسيعتبرون من ضمن المطلوبين أمنياً الذين سيعلن عنهم، وتطبق بحقهم الاجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات".