يشتد الصراع في مسابقة كأس الملك للأندية الأبطال عندما تنطلق مساء اليوم منافسات ذهاب نصف النهائي، إذ يلتقي الهلال والشباب في المباراة الأقوى والأصعب، فيما يحل الحزم ضيفاً على الاتحاد. الهلال – الشباب مواجهة قوية جداً وتكاد تكون نهائياً مبكراً عطفاً على قوة خطوط الطرفين، وإن كان الفريق الشبابي أفضل حالاً من خصمه على الأصعدة كافة، إذ لا يزال يقدم المستويات القوية ويحقق النتائج الثقيلة على المستويين المحلي والآسيوي، إلى جانب الاستقرار الإداري والفني. الهلال يسعى بكل ما أوتي من قوة للخروج بشباك نظيفة أولاً، كون المباراة تعد على أرضه ومن ثم البحث عن تسجيل الأهداف، والفريق الأزرق يعاني في الآونة الأخيرة من خلل دفاعي كبير تسبب في هز الشباك الزرقاء في معظم المباريات السابقة عدا مواجهة النصر التي انتهت سلباً، وعلى رغم المحاولات الحثيثة من المدافع الرائع أسامة هوساوي إلا أن تراجع أداء ظهيري الجنب وكذلك فهد المفرج (المرشدي) يجعل مرمى الدعيع عرضة للتهديد الدائم من مهاجمي الخصوم، كما أن فقدان خط الوسط للترتيب والتنظيم غيب دوره الدفاعي تماماً، وبات خط الدفاع في مواجهة مباشرة في معظم الأحيان من المهاجمين، إذ إن لاعبي الوسط يركزون كثيراً على المشاركة الهجومية على حساب المهام الدفاعية، ودائماً وأبداً ما تأتي الحلول الحاسمة من أقدام ثلاثي الخطر ياسر القحطاني والليبي طارق التايب والسويدي ويلهامسون، فيما لا يزال الكوري سول ضيف شرف وعبئاً على الخريطة الزرقاء من دون أية فائدة تذكر. أما الفريق الشبابي فيتطلع إلى مواصلة المشوار بالقوة نفسها نحو المحافظة على اللقب، ولم يجد الفريق أية صعوبة في تجاوز الدور الأول على حساب الوحدة ذهاباً 5-2 وإياباً 2 -1، ويدرك مدربه الأرجنتيني أنزور هكتور صعوبة الموقعة، ولن يرسم مخططاته على مستويات الهلال الأخيرة، كونه يعلم تماماً أن الفرق الكبيرة تحضر كما يجب في المباريات الحاسمة، ولدى هكتور أجندة يتمناها أي مدرب في مثل هذه المواجهات، إذ يملك قوة هائلة في منطقة الوسط بوجود عطيف أخوان والبرازيلي كماتشو والقطري طلال البلوشي، وهذا الرباعي يؤدي مهامه على أكمل وجه، كما أن ناصر الشمراني وعبدالعزيز السعران شعلة من النشاط في خط المقدمة ومن الصعب التصدي لكل محاولاتهما بالطرق المشروعة، ولا شك في أن وجود ظهيري جنب بقدرات وإمكانات عبدالله الشهيل وحسن معاذ يزيد من قوة الفريق الهجومية والدفاعية. الاتحاد - الحزم تبدو حظوظ الاتحاد أوفر بكثير من ضيفه، ليس لتجاوز مباراة اليوم فحسب، بل والعبور إلى النهائي بكل سهولة، فالاتحاد فريق كبير جداً، ولاعبوه متمرسون في المواجهات الحاسمة، وخطوطه زاخرة بالأوراق الرابحة، ولم يقبل الاتحاد الخروج عبر مفاجآت الفرق الصغيرة وإن بات الحزم في مصاف الأندية القوية، ومن المنتظر أن يسعى المدرب الأرجنتيني كالديرون إلى تحقيق الفوز بأكبر عدد من الأهداف، سعياً إلى حسم التأهل قبل مواجهة الرد. ومتى ما تعامل الاتحاديون مع أحداث المباراة بجدية كاملة فسيصلون إلى مبتغاهم، وعلى رغم ما تعانيه الخطوط الصفراء من إرهاق جراء المشاركات المتتالية، إلا أن محمد نور وهشام بوشروان ونايف هزازي دائماً لديهم الحلول السعيدة لجماهير «العميد»، وتمتاز الخطوط الاتحادية بالترابط والتجانس إلى جانب الأداء الرجولي، ما جعل الفريق يسير بخطى ثابتة في مشاركاته كافة المحلية والخارجية. وعلى الطرف الآخر، يحاول الضيوف تحقيق المعادلة الصعبة وتجاوز مباراة الذهاب بنتيجة إيجابية، على أمل الاستفادة من الأرض والجمهور للوصول إلى المباراة النهائية، وهو إنجاز سيخلده التاريخ إن تحقق، ويعلم تماماً المدرب التونسي عمار السويح أن الاتحاد يختلف كلياً عن الأهلي الذي تجاوزه في دور الثمانية بتعادلين ذهاباً 1-1 وإياباً 2-2، ولن يفكر بغير إغلاق كل المنافذ الدفاعية من خلال تكثيف منطقة الوسط بأكثر عدد من اللاعبين والبحث عن زيارة مرمى مبروك زايد من خلال الكرات المرتدة، وخلاف ذلك سيخسر السويح المعركة من دون أدنى شك، فالفوارق الفنية كبيرة جداً وتصب في جميع حساباتها لمصلحة الاتحاد.