أقرت اسرائيل امس اجراءات تخفيفية في الضفة الغربية تشمل رفع حواجز عسكرية واطلاق اسرى من النساء والقاصرين، ملمحة الى امكان الافراج المبكر عن امين سر حركة "فتح" مروان البرغوثي، في وقت تحدثت انباء عن خطة سلام جديدة تنوي الادارة الاميركية طرحها مطلع العام وتقضي باقامة دولة فلسطينية موقتة وتعزيز مكانة حركة "فتح" والرئيس محمود عباس على حساب حركة"حماس"، وهي خطة اتفقت الحركتان على رفضها. وعلى خط مواز، سجل تغيير في الموقف الاسرائيلي من دمشق، اذ أمل رئيس الحكومة ايهود اولمرت في اجراء حوار مع شورية، في حين استبعد وزير دفاعه عمير بيرتس نشوب حرب معها الصيف المقبل. راجع ص 5 وشهدت المنطقة حركة ديبلوماسية ناشطة، إذ أعلنت"حماس"ان الاردن وجه دعوة الى رئيس الحكومة اسماعيل هنية لإجراء محادثات يحضرها عباس الذي وصل الى عمان امس، في حين من المقرر ان يتوجه وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط الى اسرائيل غداً الاربعاء. وكشفت صحيفة"يديعوت احرونوت"امس ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس عقدت"حلقة دراسية شاركت فيها قيادات وزارة الخارجية الاميركية المعنية بالشرق الاوسط"وعَرضت خلالها"افكارا خلاقة جديدة بهدف بلورة سياسة جديدة بديلة عن وثيقة بيكر - هاملتون التي لا تروق للرئيس جورج بوش". واوضحت ان"خطة سياسية جديدة تبلورت عن الحلقة الدراسية"ستطرحها رايس الشهر المقبل خلال زيارتها للمنطقة. وتدعو الخطة المؤلفة من ثلاث مراحل الى اقامة دولة فلسطينية موقتة الحدود في غضون عامين، أي قبل نهاية ولاية بوش. وتتضمن المرحلة الاولى"لفتات طيبة اسرائيلية لتعزيز عباس، وخلق اجواء تتيح التقدم في الاتصالات بين الطرفين". واعتبرت الصحيفة ان لقاء عباس - اولمرت والتسهيلات التي اتفقا عليها مثل تخفيف الحواجز واطلاق اموال فلسطينية محتجزة لدى اسرائيل، تندرج في اطار هذه المرحلة. اما المرحلة الثانية من الخطة، فتتضمن"خطوات لتعزيز دور فتح"لإسقاط"حماس". وتشمل المرحلة الثالثة"مفاوضات بين عباس واسرائيل تطرح نتائجها على استفتاء عام في الأراضي الفلسطينية، وفي اعقابه تقوم دولة فلسطينية في حدود موقتة". الا ان"فتح"و"حماس"رفضتا الخطة وفكرة الدولة الموقتة الحدود، وتمسكتا بالدولة المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين وازالة المستوطنات وتحرير الأسرى. في غضون ذلك، اعلن بيرتس سلسلة من الاجراءات التخفيفية في الضفة تقضي بتسهيل تنقل الفلسطينيين وزيادة عدد الذين يسمح لهم بالعمل في اسرائيل. واضاف ان اسرائيل ستفرج عن بعض الاسرى لمناسبة عيد الاضحى وعيد الميلاد بهدف"خلق ديناميكية ايجابية"، في حين اكدت مصادر قريبة من اولمرت ان ذلك قد يشمل اطلاق ما بين 20 و30 اسيرا فلسطينيا، بمعزل عن مصير الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شاليت. في الوقت نفسه، أشارت تصريحات لوزير شؤون المتقاعدين الاسرائيلي رافي ايتان الى تغيير محتمل في موقف اسرائيل من اطلاق البرغوثي، وقال:"انها مسألة ما سنحصل عليه في المقابل". ويرى كثيرون أن اطلاق البرغوثي سيغير من معادلة الانتخابات لصالح"فتح"في اي انتخابات مقبلة. وكان لافتا امس التغيير الذي اعترى الموقف الاسرائيلي من سورية عندما قال اولمرت خلال اجتماع لحزب"كديما":"آمل في ان نتمكن من اجراء حوار مع سورية شرط ان توقف دعم الارهاب وحماس"، مضيفا انه يتوقع من الرئيس بشار الاسد"ان يتوقف عن الادلاء بتصريحات مدوية من دون ان تكون مدعومة بشيء، وان يفعل شيئا في اتجاه تحقيق سلام فعلي"مع اسرائيل، علما ان اولمرت كان رفض اخيرا دعوات عدة اطلقها الاسد لاجراء مفاوضات. في الوقت نفسه، استبعد بيرتس نشوب حرب مع سورية في الصيف، وقال:"ما من معلومات تقول ان السوريين يريدون شن حرب الصيف المقبل، وليس لدى اسرائيل اي نية في التسبب بنزاع على جبهتها الشمالية". كما اعلن قائد مصلحة الابحاث لدى الاستخبارات العسكرية الجنرال بوسي بيداتز امام لجنة الخارجية والدفاع في الكنيست ان"سورية مهتمة باجراء مفاوضات مع اسرائيل، والاسد جدي في تصريحاته لانه يريد التوصل الى السلام من خلال هذه المفاوضات". وكان الرئيس السابق للاستخبارات الخارجية الاسرائيلية موساد مئير داغان اعلن الاسبوع الماضي موقفاً معاكساً، عندما قال ان سورية غير مستعدة للعودة الى طاولة المفاوضات، وهو موقف تمسك به عضو اللجنة البرلمانية يوفال شتاينتس الذي اعتبر امس ان سورية غير معنية بالتوصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل، وان جل ما تسعى اليه هو شراء بعض الوقت لاسقاط الحكومة في لبنان.