ماذا شاهد السعوديون في عام 2006؟ لماذا السعوديون دون غيرهم؟ هل لأن غالبية الفضائيات تُعلن عن برامجها بتوقيت السعودية؟ لماذا؟ من لا يعرف أن المعلن يهتم بالمشاهد السعودي أكثر من غيره؟ إذن، من أين تبدأ؟ كان اللون الأخضر أهم ما لفت السعوديين في شهري كانون الثاني يناير وشباط فبراير. غزت برامج الأسهم والمال والاقتصاد الشاشة الصغيرة. لم توفر حتى القنوات الإخبارية. تبدو قناة"العربية"أحياناً قناة اقتصادية، بسبب الأسهم. سمع السعوديون كلاماً كثيراً عن قوة الاقتصاد السعودي ومتانته من الشاشة. اشتروا واشتروا واشتروا. في آخر شهر شباط، حول المؤشر طريقه إلى النزول. تكلم الاقتصاديون وحللوا في التلفزيون. تحدثوا عن الفقاعة والتضخم. باع السعوديون أسهمهم. باعوا وباعوا وباعوا. سيطر اللون الأحمر طوال العام على الشاشة. لم يعش الأخضر كثيراً. لم يلتفت المعلنون إلى أن مستهلكهم الأهم خسر أمواله. خسر مدخراته. كيف سيشتري منتجهم؟! هل في هذا الكلام مبالغة؟! لم تقتصر أحداث شباط"الأسود"على اللون الأحمر في الشاشة. ففي اليوم السابع عشر، وقبل انهيار سوق الأسهم بأيام، خسر السعوديون"زعماء التصويت"لقب"ستار أكاديمي 3". خسروه عمداً. صوتوا ضد مواطنهم محمد فهد. نفذوا وعدهم وأخرجوه من الأكاديمية لأنه صوت ضد مواطنه محمد الدوسري لمصلحة المشترك الأردني وليد سمارة. انطلقت حملات للتصويت ضد محمد فهد تشبه حملات التصويت لهشام عبدالرحمن الذي حصل على اللقب في"ستار اكاديمي 2". كانت الحملة على نطاق واسع في شبكة الإنترنت، ووُصم فيها محمد فهد ب"الخائن"لوطنه. هذا الوصف صادر عن مراهقين"مهووسين"بالتصويت والبرنامج. وامتدت الحملة إلى نشر مقاطع فيديو مسجلة من البرنامج تسيء إلى محمد فهد، وتكشف تصرفات سماها المصوتون ضده ب"المشينة"، لتكون العبارة"محمد فهد لا يستحق أن يمثل السعودية"! ربما ذلك ما دفع القائمين على"ستار أكاديمي"إلى تقليص عدد المشتركين السعوديين في النسخة الرابعة إلى واحد علي السعد. لكن"زعماء التصويت"لم يخرجوا خالي الوفاض. حصلوا على لقب"سوبر ستار العرب". قلب المتسابق السعودي في برنامج"سوبر ستار"إبراهيم الحكمي، كل الموازين والتوقعات. فاز وحصل على لقب"سوبر ستار العرب 2006"، من أمام السورية شهد برمدا. صمد الفنان أمام كل الأصوات العربية الجميلة. حصل صاحب"الوزن الثقيل"وپ"الصوت الجميل"بحسب المُصوّتين ولجنة التحكيم، على نسبة تصويت بلغت 53 في المئة. لن يتحدث محبو برنامج سوبر ستار من الخليجيين، مرة أخرى، عن مؤامرة وتلاعب في نسب التصويت. حسناً، ماذا غير"سوق الأسهم"وپ"ستار أكاديمي"وپ"سوبر ستار"؟ شاهد السعوديون منتخبهم"الأخضر"يخسر أمام كرواتيا صفر - 4، وأمام أسبانيا صفر - 1. دفعوا أموالاً للاشتراك في"اي آر تي"الناقل الحصري لكأس العالم كي يستمتعوا بخسارة المنتخب! ماذا شاهدوا أيضاً؟ شاهدوا"طاشين"، أحدهما"تقليد"والآخر"أصلي"! عامر الحمود مخرج"طاش ما طاش"وشريك عبدالله السدحان وناصر القصبي في"طاش"لثلاثة أجزاء فقط، أنتج"طاش الأصلي". عرضه تزامناً مع عرض"طاش 14"! كانت بدأت القصة قبل عشر سنوات. دب خلاف بين شركاء"طاش". المخرج وصاحب شركة إنتاج"طاش"عامر الحمود،"أُقصي"من الشراكة، بحسب زعمه. انفرد الشريكان الآخران، ناصر القصبي وعبدالله السدحان، بإنتاج البرنامج لعشر سنوات. لم يتفرج عامر الحمود. رفع دعوى على شريكيه السابقين، يطلب فيها الحصول على حق الاسم التجاري طاش، إذ إن شركة إنتاجه هي المنتجة الأولى. رفضت المحكمة البت في القضية،"لأن البرنامج فيه اختلاط بين الرجال والنساء، وبالتالي لا يمكن الحكم لأحد بعلامة تجارية، لتجارة محرمة"! عاد الحمود بپ"طاش ما طاش"- من دون حكم محكمة، في رمضان الفائت. سيُنتج نسخة لرمضان المقبل أيضاً. أضاف كلمة"الأصلي"إلى اسم برنامجه. ليكون"طاش"السدحان والقصبي، برأيه،"تقليداً"! ماذا شاهدوا أيضاً؟ شاهدوا رواية"أبوا شلاخ البرمائي"لغازي القصيبي تتحول إلى مسلسل بطله فايز المالكي. شاهدوا فيلماً سينمائياً سعودياً، أخيراً، على باقة"الشوتايم". شاهدوا رانيا الباز تعود مذيعة في"صفحات خليجية"على قناة"المستقبل"، وفتاتين سعوديتين وشاباً منى سراج وغادة مصلي وعلي العلياني يقدمون برنامج"عيشوا معنا"على"ال بي سي". ماذا أيضاً؟ توقف برنامج"المقال"لداود الشريان الذي كان يعرض على قناة"دبي". انتقل الشريان إلى منصب نائب مدير قناة"العربية". ماذا أيضاً؟ لا يزالون يتابعون تركي الدخيل في"إضاءات"أسبوعياً، وسوق المال وتطورات الاقتصاد مع حسين شبكشي وزملائه على"العربية". لا تحتاج إلى متابعة كل البرامج كي تكتب جردة لأبرز ما شاهده السعوديون في 2006 على الشاشة الصغيرة. تعود إلى مقالات 2006. تقرأ ما كتبت. تصفيه وتنتقي منه. ثم تكتب هذا المقال.