حذرت بلغراد الدول الأوروبية من خطر استقلال اقليم كوسوفو على أمنها، لأن "وباءه" لن يقتصر على صربيا وانما سيمتد الى دول أخرى في منطقة البلقان وخارجها. وأفاد رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا في تصريح لتلفزيون بلغراد أمس، أن "الذين تزعموا استقلال كوسوفو وحرضوا على التمرد والقتال، هم المتشددون الألبان الذين تنتشر الجماعات المشابهة لهم في أنحاء كثيرة من أوروبا، لأن تأثير التطرف ليس محصوراً في كوسوفو وصربيا، وانما هو وباء خطير جداً لا حدود اقليمية له". وأضاف أن"تقسيم بلد ديموقراطي واستقطاع جزء من أراضيه بالقوة، هما مؤشر خطير جداً الى ما يمكن أن يحصل في أماكن كثيرة مع السنوات الأولى للقرن الحادي والعشرين، نتيجة توفير المجال للمتشددين لكي يخرقوا القوانين والأعراف الدولية". وأشار كوشتونيتسا، الى أن من"الأفضل عدم تحديد نهاية المفاوضات بوقت معين، لأن وقفها من دون نتيجة سيعني الاعتراف بالطريق المسدود والفشل الكامل، في حين أن استمرارها يوفر فرصة البحث عن مجالات جديدة للحصول على نتائج مفيدة الى حد ما". والى ذلك، ترى ساندرا ايفيتش ممثلة الحكومة الصربية لمتابعة قضية كوسوفو أن"مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بمنطقة البلقان، هي الأخرى منقسمة على نفسها في شأن مستقبل كوسوفو، إذ تقف الولاياتالمتحدة وبريطانيا الى جانب الاستقلال الفوري، فيما توافق فرنسا والمانيا عليه ولكن تفضلان أن يكون على خطوات يجرى تنفيذها باشراف الاتحاد الأوروبي، في حين أن روسيا وايطاليا تعارضان كل اشكال انفصال اقليم كوسوفو عن صربيا واستقلاله". وتضيف ايفيتش، أن"الفشل سينتقل الى مجلس الأمن في حال الاسراع في بحث الوضع النهائي لكوسوفو، لأنه سيعجز في الاتفاق على قرار معين، لانقسامه هو الآخر بين الاستقلال ومنعه، وما دامت روسيا أكدت أنها ستعارض الاستقلال حتى لو تطلب ذلك استخدام حقها في النقض الفيتو، فهذا سيؤدي الى الفشل الكامل وعودة القضية برمتها الى نقطة الصفر، ما يجعل وضع كوسوفو، في خضم التطورات المجهولة".