عقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس اجتماعاً مفاجئاً مساء امس مع رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت في مقر الاخير في القدس، هو الاول بينهما منذ تولى اولمرت منصبه في كانون الثاني يناير بعدما تعرض رئيس الوزراء حينذاك آرييل شارون لجلطة في المخ. وجاء الاجتماع بعد ساعات فقط على اعلان عباس ان لقاءه مع اولمرت"لم يحدد بعد"وان وفودا من الطرفين ما زالت تدرس الاعداد له. وقال عباس للصحافيين في مكتبه برام الله امس:"هناك وفد من قبلنا ووفد من قبلهم وهم يدرسون الاعداد الجيد لهذا اللقاء، الذي لم يحدد بعد ولكنه سيكون في الاطار القريب". وكانت الاذاعة العامة الاسرائيلية اعلنت في وقت سابق امس ان اولمرت وعباس سيلتقيان"في الايام المقبلة". ونقلت عن مسؤول كبير في مكتب اولمرت طلب عدم كشف هويته ان اللقاء لم يتم حتى الان بسبب مماطلة حول ترتيبات تسمح بالافراج عن الجندي غلعاد شاليت الاسير في غزة لدى تنظيمات فلسطينية. راجع ص 4 و 5. وكانت ميري ايسين الناطقة باسم اولمرت قالت رداً على سؤال عن احتمال ترتيب اجتماع بين اولمرت وعباس:"لم يحدد اي موعد بعد والجانب الفلسطيني هو المسؤول حتى الان عن تأخير اللقاء". ومعروف ان عباس كثيراً ما قال انه يريد ان يسبق اجتماعه مع اولمرت تحضيرات جيدة كي يسفر عن نتائج ملموسة ولا يكون مجرد مناسبة لالتقاط الصور. ويرجح ان من القضايا البارزة التي تناولتها المحادثات الافراج عن عوائد الضرائب المستحقة للفلسطينيين والمحتجزة لدى اسرائيل وتخفيف القيود المفروضة على تنقلات الفلسطينيين في الضفة الغربية ومصير الجندي شاليت الذي يأمل الفلسطينيون بمبادلته باسرى فلسطينيين معتقلين في سجون اسرائيلية ومن بينهم وزراء ونواب من"حماس"والقيادي البارز في حركة"فتح"مروان البرغوثي وقياديون آخرون من بينهم الامين العام ل"الجبهة الشعبية"احمد سعدات. وجاء اجتماع عباس - اولمرت بعد رفض الرئيس الفلسطيني بشدة صباح امس عرضاً قيل إن حركة"حماس"قدمته في الآونة الأخيرة الى اسرائيل يقضي بإقامة دولة ذات حدود موقتة مقابل هدنة مدتها خمس سنوات. وقال عباس للصحافيين في مكتبه في رام الله:"هذا أمر مرفوض تماماً، فنحن ضد دولة ذات حدود موقتة، نحن مع ان نبدأ بحوار معهم أي اسرائيل حول قضايا الوضع النهائي مثل الحدود واللاجئين والمستوطنات لنجد حلاً دائماً ولنعقد معاهدة سلام دائمة". واضاف:"أمّا حدود موقتة وهدنة فهذا قد يكون خدعة لشعبنا ولن نقبله". وكانت وسائل الإعلام الاسرائيلية نشرت أول من أمس تفاصيل ما قالت انه عرض قدمه لإسرائيل الدكتور أحمد يوسف، المستشار السياسي لرئيس الحكومة اسماعيل هنية، يتحدث عن هدنة لخمس سنوات يتم بموجبها انسحاب إسرائيل إلى حدود متفق عليها داخل الضفة الغربية. ونشرت وكالة الانباء الفلسطينية وفا امس النص الكامل غير الرسمي للوثيقة التي يتعهد الفلسطينيون بموجبها عدم شن اي هجمات على اهداف إسرائيلية في اي من اسرائيل والضفة الغربية ومن قطاع غزة. وفي المقابل، تتعهد إسرائيل بالحفاظ على الوضع الراهن في الضفة، وعدم البناء في المستوطنات وعدم شق طرق. كما تتعهد بالسماح بحرية حركة داخل الضفة الغربية وبين الضفة وشرقي القدس، وبين القدس والضفة وغزة، واقامة ممر حر إلى مصر والأردن بالإضافة إلى إطلاق جميع الأسرى بصرف النظر عن التهم الموجهة لهم. وتشير الخطة الى ان هدفها الفوري هو وقف الأعمال العدائية ووقف المقاطعة المفروضة على حكومة"حماس"والسماح ببناء الثقة بين إسرائيل والفلسطينيين وإنهاء المواجهة بالوسائل السلمية. وتذكر الوثيقة ان الهدف النهائي من الخطة هو اقامة دولة فلسطينية مستقلة على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلت في حزيران يونيو 1967، وعاصمتها القدس. ونفت حركة"حماس"امس ا ف ب اي علم لها بالوثيقة المنسوبة الى مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني وقال الناطق باسم"حماس"اسماعيل رضوان في بيان ان الحركة"تؤكد ان لا علم لها بهذه المبادرة". واضاف رضوان ان المبادرة التي طرحتها حركة"حماس"على لسان الشيخ الشهيد احمد ياسين الذي اغتالته اسرائيل سنة 2004، وفي مناسبات عدة، تتمثل في"انسحاب العدو الصهيوني الشامل من الاراضي التي احتلت عام 1967 بما فيها القدس وعودة اللاجئين واطلاق سراح كافة الاسرى من سجون الاحتلال و اقامة الدولة الفلسطينية مستقلة السيادة وعاصمتها القدس". واوضح ان هذه المبادرة"تأتي مقابل الحديث عن هدنة طويلة قد تمتد لعدة سنوات من دون الاعتراف بما يسمى بدولة اسرائيل".