مر اليوم الثاني على اتفاق التهدئة بين حركتي "فتح" و "حماس" بهدوء شبه تام في قطاع غزة في اعقاب اربعة أيام من المواجهة الدامية بين انصار الحركتين واجهزة امنية تتبع للرئاسة والحكومة اسقطت 12 قتيلاً وعشرات الجرحى وادمت قلوب الفلسطينيين. وانتشر المئات من رجال شرطة حفظ النظام والتدخل مكافحة الشغب ورجال شرطة عاديين بعدما انسحب المسلحون من الطرفين المتصارعين من الشوارع. وعلى غير العادة، نظمت ستة فصائل يسارية فلسطينية مسيرة واعتصاماً في حديقة الجندي المجهول وسط مدينة غزة رفع خلالها المشاركون العلم الفلسطيني فقط في حين لم تظهر أي راية فصيلية أخرى. وتقدم المسيرة والاعتصام ممثلو الفصائل الستة الجبهة الديموقراطية وحزب الشعب و"فدا"وجبهة النضال الشعبي وجبهة التحرير الفلسطينية، والجبهة العربية الفلسطينية. وردد المشاركون شعارات منددة بالانفلات الامني والاقتتال الداخلي، وطالبوا بالعودة الى طاولة الحوارات وتشكيل حكومة ائتلاف وطني قادرة على حل المشكلات والازمات التي يعاني منها الفلسطينيون، بما فيها فك الحصار الغربي المفروض على الحكومة والشعب الفلسطيني منذ شكلت حركة"حماس"الحكومة الحالية في آذار مارس الماضي. وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية صالح زيدان ل"الحياة"ان الهدف من المسيرة التعبير عن موقف هذه الفصائل والشعب الفلسطيني الرافض للصدامات المسلحة الدولية، والدعوة الى تنفيذ اتفاق التهدئة بين"فتح"و"حماس"وعودة الامن والاستقرار الى المجتمع الفلسطيني وعدم الانزلاق الى حرب اهلية فلسطينية. وناشد اطراف الصراع العودة الى طاولة الحوار الوطني الشامل لتشكيل حكومة وحدة على أساس وثيقة الوفاق الوطني، معتبرا ان الحوار الثنائي بين"فتح"و"حماس"هو الذي وصل الى طريق مسدود. ودعا الى تطبيق بنود وثيقة الوفاق الوطني، معتبراً ان تشكيل حكومة الوحدة الوطنية سيفسح في المجال أمام تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية واعادة بناء هيكلها، فضلا عن تشكيل جبهة مقاومة بمرجعية سياسية موحدة. وقال عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب وليد العوض ل"الحياة"ان المحتجين والمعتصمين طالبوا بالتزام وقف النار والكف عن اللجوء لمثل هذه الاساليب، معتبراً ان استمرار استخدامها وتكرارها سيؤدي الى نشوب حرب اهلية تعود بعواقب وخيمة على القضية الفلسطينية. ودعا الجميع الى الاحتكام للغة العقل والحوار بعيداً عن لغة السلاح وتوفير الاجواء المناسبة للمبادرة التي تتداولها لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية حالياً كي تمهد الطريق لبدء حوار جديد وحقيقي تشارك فيه القوى كافة. وشدد على أهمية الا تزيد مدة الحوار لاكثر من اسبوعين بهدف التوصل الى توافق لتشكيل حكومة وحدة وطنية تعكس الشراكة التي اكدتها وثيقة الوفاق الوطني.