سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هنية يهاجم عباس ويصف الدعوة الى تنظيمها بأنها "غير دستورية" ويندد باطلاق النار على موكب الزهار . السجال متواصل في شأن الانتخابات وحماس" لن تسمح بتنظيمها ب "أي ثمن"
وصف رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية دعوة الرئيس محمود عباس الى تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية بأنها "غير دستورية ومن شأنها إحداث ارباك واسع في الساحة الفلسطينية"، في وقت توالت ردود الفعل على الدعوة التي ترى فيها حركة"فتح"والفصائل المتفقة معها وسيلة ديموقراطية للخروج من الازمة، فيما ترى فيها حركة"حماس"والفصائل الرافضة للدعوة، خطوات اضافية على طريق الحرب الاهلية والتفافاً على نتائج العملية الديموقراطية. وقال هنية في كلمة استهل بها اجتماع مجلس الوزراء في مدينتي غزة ورام الله عبر تقنية ال"فيديو كونفرنس"ان هذه الدعوة"غير دستورية ومن شأنها ارباك الساحة الفلسطينية". وهاجم الرئيس عباس في واحدة من المرات النادرة التي يوجه فيها نقداً لاذعاً له، خصوصا ان الرئيس وصف هنية بأنه يهرب الاموال وسخر من تصريحاته. ووصف هنية خطاب عباس بأنه"لم يكن وحدوياً، بل كان تحريضيا وتهكمياً ومستخفاً بصمود شعبنا الفلسطيني البطل ومقاومته". واضاف:"تعامل الرئيس في خطابه مع الفلسطينيين بطريقة غريبة، فنحن كنا نتوقع ان يكون الخطاب جامعاً وشاملاً ومؤلفاً بين أبناء الشعب الفلسطيني". وثمّن موقف الفصائل العشرة وأمين سر حركة"فتح"رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي الذين اعلنوا من دمشق اول من امس رفضهم دعوة عباس. وندد هنية باطلاق النار على موكب وزير الشؤون الخارجية الدكتور محمود الزهار اثناء توجهه لحضور جلسة مجلس الوزراء. وكان عباس قال في خطاب القاه اول من امس انه قرر الدعوة الى تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة، من دون ان يحدد موعدا لهذه الانتخابات، ما يعني انه ترك الباب موارباً أمام احتمال التوصل الى اتفاق مع الحكومة و"حماس"على تشكيل حكومة من التكنوقراط. الرئيس يوحد اجنحة فتح وتواصل السجال بين مؤسسة الرئاسة وحركة"فتح"من جهة، والحكومة و"حماس"من جهة أخرى، فيما استمرت بعض الجهات في طرح موقفه الرافض او المؤيد لدعوة الرئيس. وفي سياق التراشق الاعلامي والسياسي بين الطرفين، اتهم عضو المجلس الثوري لحركة"فتح"النائب محمد دحلان حكومة هنية بأنها"تخوّن"الشعب الفلسطيني، وقال في مهرجان تأييد لعباس نظمته"كتائب شهداء الاقصى"، الذراع العسكرية ل"فتح"في مدينة جنين شمال الضفة الغربية:"لا أعرف قيادة في التاريخ تخوّن شعبها اذا احتج عليها سوى الحكومة الحالية". ووصف خطاب عباس بأنه"خطاب الحقيقة والوحدة والطريق الى المستقبل"، معتبرا انه جاء"ليقطع الطريق على من يرغب في اللعب بمستقبل الشعب الفلسطيني، وابقى الباب مفتوحا لحكومة وحدة وطنية ليست لتهريب الاموال او التستر على القتلة". كما وصف الناطقين باسم"حماس"بأنهم"اقزام"وان محاولة اغتيال هنية الخميس الماضي"مسرحية". وكشف ان الرئيس اتخذ قرارا"بتوحيد الاجنحة العسكرية لفتح، وبدأ ذلك في قطاع غزة، ويجري الآن في الضفة"، معتبرا ان توحيد هذه الاجنحة يأتي"لمواجهة الاحتلال والدفاع عن ثغور الوطن". واشار الى ان الرئيس اصدر قرارا"بتشكيل قيادة العمل الميداني في الوطن بالتوافق بين اللجنة المركزية، والمجلس الثوري وقائد لفتح". وقال دحلان ان عباس"ذاهب باتجاه فك الحصار وتحقيق انجاز مالي واقتصادي... ووضع حد للازمة خلال فترة وجيزة لنستعيد هيبة الشعب الفلسطيني"، ما يعكس اصرارا لدى الرئيس و"فتح"للمضي قدماً في قرارهما تنظيم الانتخابات. موقف"حماس" وقابلت"حماس"هذا التصعيد بتصعيد مماثل، وأصرت على عدم السماح بتنظيم الانتخابات المبكرة مهما كلف الثمن. وجدد مصدر من"حماس"التأكيد أن أي انتخابات لن تجري الا بتوافق وطني او لن تجري أبداً، مشددا على انها لن تجري مهما كلف الثمن. وقال ل"الحياة"ان عباس ارتكب خطأ فادحاً وصعد الى الشجرة وعليه أن ينزل وحده. واتهم"فتح"بأنها شرعت في مرحلة"تصفية الحكومة جسدياً بعدما فشلت في اسقاطها، تمهيداً للعودة الى السلطة من جديد"، مشيرا الى ان مؤشرات ذلك هي محاولات اغتيال هنية والزهار تنفيذا لتهديدات كتائب الاقصى"، في اشارة الى تهديدات الكتائب اول من امس لهنية والزهار ووزير الداخلية سعيد صيام بالقتل في حال مست"حماس"دحلان بأي سوء.