دخل الوضع الفلسطيني في مأزق جديد انعكس في تصريحات الرئيس محمود عباس الذي اعتبر ان الحوار على تشكيل حكومة وحدة وطنية"وصل الى طريق مسدود"، فيما ذهب مساعدون له الى القول ان الرئيس مقبل على خطوات سياسية"غير مسبوقة"وسيعلن في خطاب قريبا خيارات المرحلة المقبلة. ورغم اقرار رئيس الحكومة اسماعيل هنية بوجود"اجواء متوترة نوعاً ما"، الا انه اضاف ان"الباب يجب ألا يغلق"، في وقت اكد الناطق باسم"حماس"انه لا خيار امام عباس الا الحوار. راجع ص5 وكان الرئيس الفلسطيني واضحاً تماما امس في توصيف حال الحوار مع"حماس"، اذ قال في مؤتمر صحافي مع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس في اريحا:"بذلنا كل الجهود وعملنا في أكثر من اتجاه، لكن مع الأسف وصلنا الى طريق مسدود"، مشيرا الى ان القيادة ستجتمع قريباً لتحديد خيارات المرحلة المقبلة. وتابع انه بحث مع رايس دفع عملية السلام وتثبيت الهدنة وتوسيعها من غزة الى الضفة الغربية تمهيدا لاستئناف عملية السلام. وأعلن رئيس حزب"فدا"ياسر عبد ربه القريب الى عباس:"وصلنا الى نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة ستشمل خطوات سياسية لم نشهدها في المرحلة السابقة"، مضيفا ان عباس سيلقي خطابا يشرح فيه للشعب الجهود التي بذلها لتشكيل حكومة الوحدة. ولم تتضح طبيعة الخطوات"غير المسبوقة"التي سيتخذها الرئيس، لكن الواضح ان الخيارات امامه محدودة، فهو يستطيع استخدام صلاحياته واقالة الحكومة وتكليف حكومة اخرى، لكنها مسألة ستكون محكومة بالفشل لأن المجلس التشريعي الذي يتشكل في غالبيته من اعضاء"حماس"، سيسقط مثل هذه الحكومة. من جهة اخرى، يمكن للرئيس ان يدعو الى انتخابات مبكرة، لكن بما انه لا يوجد نص في القانون الاساسي الدستور الموقت او قانون الانتخابات او اي قانون آخر يتطرق الى مسألة الانتخابات المبكرة، فإن"حماس"ستعتبرها انقلاباً على شرعيتها المستمدة من نتائج الانتخابات الاخيرة، ولن تقبلها وقد تؤدي الى مواجهة. يمكن ايضا ان يلجأ عباس الى حل المجلس التشريعي، لكنها خطوة غير دستورية، او قد يلجأ الى الاستقالة، وهي مسألة مستبعدة. والاغلب ان يلجأ عباس الى الدعوة الى اجراء استفتاء على اجراء انتخابات مبكرة. يذكر ان الخلاف الذي عطل تشكيل الحكومة يتناول الوزارات السيادية، اذ تتمسك"حماس"بوزارتي الداخلية والمال، في وقت تنازلت لحركة"فتح"عن رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية. وأقر رئيس الحكومة اسماعيل هنية في القاهرة بأن"الأجواء متوترة نوعاً ما، لكن الباب يجب ألا يغلق ويجب ألا نصل الى طريق مسدود"في شأن تشكيل حكومة وحدة، مؤكداً أن"اتصالاته لن تتوقف مع الرئيس لإيجاد مخرج". لكنه قال ان"العرف البرلماني الدستوري يجب أن يسود، وأن يكون للكتلة البرلمانية الأكبر الحق في رئاسة الحكومة وفي الحقائب السيادية لأنها مسؤولة أمام الشعب الذي انتخبها". وفي عمان اف ب، علم ان وزيرة الخارجية الاميركية التقت وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الست والاردن ومصر مساء امس على شاطئ البحر الميت في الاردن. وقال وزير الخارجية الاردني عبدالاله الخطيب ان الاجتماع يأتي"على غرار لقاء القاهرة الذى جرى خلال شهر تشرين الاول اكتوبر الماضي والذي تم خلاله التشاور حول موقف عربي تجاه الاوضاع فى المنطقة وخاصة القضية الفلسطينية وايجاد حل لها". وياتي هذا الاجتماع على هامش"منتدى المستقبل"الذي يفتتح الجمعة للترويج لمبادرة الاصلاح التي ترعاها الولاياتالمتحدة في المنطقة. ويعقد المنتدى بحضور رايس ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت. ودعا الاردن 56 دولة ومنظمة لحضور هذا المنتدى السنوي والذي عقد سابقا في المغرب والبحرين منذ ان اطلقت واشنطن مبادرة الشرق الاوسط الكبير في قمة مجموعة الثماني العام 2004.