للمرة الأولى منذ غزو العراق العام 2003، أقر الرئيس الأميركي جورج بوش بأن القوات الأميركية لا تنتصر في العراق، لكنه قال أيضاً "إننا لا نخسر، بل إن هناك بعض التطورات الإيجابية جداً". وحذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان من احتمال تفكك العراق، معتبراً ان هذا البلد يشهد"حرباً اهلية"، ودعا الولاياتالمتحدة الى وضع جدول زمني لسحب قواتها منه. ولفت، في لقاء جمعه في نيويورك مع رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو لعرض تقرير حول"تحالف الحضارات"، الا ان"الامر تحول الآن في العراق الى حرب اهلية. ولا يمكنني استخدام تعبير آخر لوصف ما يحصل". واضاف"لا يحق لأحد ان يعتبر مقتل 650 ألف شخص في العراق امراً بسيطاً. انها حرب اهلية"، مشيراً الى ان تركيا تعمل لانهاء النزاعات الطائفية بين الشيعة والسنة في هذا البلد. ولفت الى ان جيران العراق يواجهون مخاطر ضخمة تجعلهم يهتمون بمنع الحرب الاهلية من الاتساع، وقال:"يمكن لايران وتركيا وسورية والولاياتالمتحدة ان تعقد اجتماعات ثنائية او ثلاثية"لتفادي وقوع ذلك. وامتنع بوش في مقابلة مع"واشنطن بوست"أول من أمس عن كشف أي معلومات واضحة عن مثل خطة لزيادة القوات، مكتفياً بالقول إن"كل الخيارات مطروحة". لكنه أعلن في المقابل أنه سيسعى الى زيادة عديد القوات الأميركية. وقال:"أميل الى الاعتقاد بأننا في حاجة حقاً الى زيادة قواتنا... الجيش والمارينز مشاة البحرية"، مضيفاً أنه طلب من وزير الدفاع روبرت غيتس التشاور مع القادة العسكريين في هذا الصدد وإطلاعه على نتائج مشاوراته. ونفى الناطق باسم البيت الابيض توني سنو تقارير صحافية أفادت أن قادة الجيش يعارضون بالاجماع خطة البيت الأبيض لارسال تعزيزات تراوح بين 15 الفاً وثلاثين ألف عنصر الى العراق لفترة تصل إلى ثمانية شهور. لكن"واشنطن بوست"أشارت إلى أن القادة العسكريين يعارضون الخطة لعدم تحديد مهمة القوات بوضوح. وتابعت أن بعض كبار قادة البنتاغون حذر بوش من أن زيادة عديد القوات الأميركية في العراق في الأمد القريب قد يحفز جميع الفصائل المسلحة في العراق على تكثيف عملياتها من دون أن يعزز موقع القوات الأميركية والعراقية على المدى البعيد. في المقابل كشف نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي لهيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي أن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عدل عن اعلان جدول زمني لانسحاب البريطانيين من العراق بعد لقائه الرئيس الأميركي. وقال الهاشمي من نيويورك:"التقيت رئيس الوزراء بلير في بغداد قبل أشهر، وبحثنا في اقتراحي وضع جدول زمني للانسحاب، وبعد محادثات مطولة معه، أصبح لدي انطباع بأنه اقتنع من فريقي ووعد بالتطرق لهذا الموضوع مع الرئيس بوش في الأيام المقبلة لأنه كان سيزور واشنطن في تلك الفترة". وأضاف:"لكنني راقبت المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع الرئيس بوش بعد زيارته وسمعته يتحدث عن شيء مختلف جداً، ما أعطاني انطباعاً بأنه أثار المسألة مع الرئيس بوش، وغيّر رأيه". وأعرب مسؤول عسكري أميركي كبير عن قلقه من"سياسة الريبة"التي تعززت لدى العراقيين في الشهور الماضية، ويمكن أن تستمر بسبب أعمال العنف المذهبية في الأمد الطويل. وقال الجنرال مارتن ديمبسي المكلف تأهيل قوات الامن العراقية خلال مؤتمر بالدائرة المغلقة فيديو كونفرنس من بغداد إن"هناك مستوى من الريبة في هذا البلد العراق تعزز خلال الشهور الستة الماضية". وأضاف أن هذه"الريبة على الدرجة نفسها من الخطورة التي تتسم بها أعمال العنف"، موضحاً أن"ثقافة الريبة قد تكون في الأمد الطويل التهديد الأخطر".