دعا عضو جمهوري في مجلس النواب الاميركي الى تحديد موعد لسحب القوات الأميركية من العراق، فيما حض اعضاء آخرون من حزب الرئيس جورج بوش ادارته على التعامل مع"التمرد"في العراق، ومراجعة سياستها هناك. وقال وولتر جونز، العضو الجمهوري المحافظ عن نورث كارولاينا لشبكة"اي بي سي"التلفزيونية، انه سيقدم هذا الاسبوع مشروع قانون يحدد جدولاً لانسحاب القوات الأميركية من العراق. وزاد:"اعطيت صوتي لقرار ارسال القوات، وأشعر بأننا فعلنا كل ما بإمكاننا". وانضم أعضاء جمهوريون في برامج حوارات تلفزيونية ليل الأحد الى أعضاء ديموقراطيين، في انتقاد ادارة بوش بسبب تقليلها من شأن المسلحين، في حين تبالغ في تقديراتها لقدرة القوات العراقية على القتال من دون وجود جنود اميركيين في المقدمة، اضافة الى فشل الادارة في التخطيط للاحتلال الذي أعقب الغزو عام 2003. لينزي غراهام السناتور الجمهوري عن ساوث كارولاينا قال لشبكة"سي بي اس":"التمرد حي وفي حال جيدة، ونحن قللنا تقديرنا لقدرته على الاستمرار". كما انتقد"بطء الادارة في التكيف عندما تعلق الأمر بدعم قواتنا"في العراق. ولفت الى ان الجيش الأميركي يواجه نقصاً خطيراً في المجندين"لأن هذه الحرب تزداد مرارتها في افواه الآباء والأجداد، وإذا لم نتكيف، سيواصل الرأي العام الانصراف عنا". واعتبر وولتر جونز وهو عضو في لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب ان"المحافظين الجدد"في الادارة هم المسؤولون أولاً بسبب"الخطط المعيبة للحرب". وتابع:"ثبت عدم صحة أسباب ذهابنا الى العراق وهي دعاوى البحث عن اسلحة الدمار الشامل، وقدرة العراقيين على صنع سلاح نووي". وانضم جونز الى بعض الأعضاء الديموقراطيين الأكثر ليبرالية في الكونغرس، للمطالبة بتحديد جدول زمني لسحب القوات الأميركية من حرب شددوا على انها تكلف الولاياتالمتحدة"الكثير من الأرواح والأموال". وترى ادارة بوش ان تحديد موعد للانسحاب من شأنه ان"يغذي تمرداً"قال نائب الرئيس ديك تشيني انه في"النزع الأخير". لكن غراهام عارض تحديد موعد للانسحاب، وقال:"إذا تمكن المتمردون من طردنا نكون خسرنا معركة كبيرة في الحرب على الارهاب". وذكر جونز انه يدعم التشريع لأن"قلبه يدمى"على 1700 جندي اميركي قتلوا في العراق، فيما أصيب 12 ألفاً آخرون اصابات بالغة. وذكر ان على العراقيين"الدفاع عن انفسهم"بمجرد استكمال تدريب قواتهم. وانضم العضو الجمهوري عن بنسيلفانيا كيرت ويلدون الذي عاد أخيراً من العراق، الى أصوات ديموقراطية تطالب الادارة بأن تكون"أكثر صراحة"وتعترف بأن الأمر قد يتطلب سنتين لتدريب قوات عراقية تحل محل القوات الاميركية كي يمكن تنفيذ الانسحاب. وقال لشبكة"ان بي سي":"لا يمكننا ان نعود الى اميركا ونقنع شعبنا بأن العراقيين جاهزون لتسلم المسؤولية، بينما هم ليسوا جاهزين بعد". وشدد على ضرورة"ان تتعامل"الإدارة مع"التمرد المتنامي الذي يدعمه مقاتلون آتون من سورية وايران وترفض استخباراتنا لسبب ما الإعتراف به أو التعامل معه". وتابع انه استمع الى"فكرة شائعة"في العراق مفادها ان العدد الأكبر من المقاتلين الأجانب"ربما يأتون من سورية ولايران السيطرة المعنوية الغالبة على المسلحين". وصرح السناتور الجمهوري تشاك هاغل الى شبكة"سي ان ان"بأن"كثيرين حذروا الادارة قبل ان يطأ جندي واحد أرض العراق، من أنها ستخوض صراعاً طويلاً ولم تكن لدينا خطط لذلك". وكان البيت الأبيض شكك في التوصيف الذي ورد في مذكرة قدمت الى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قبل ثمانية شهور من غزو العراق، واعربت عن القلق من احتلال طويل الأمد. وأفادت صحيفة"واشنطن بوست"الاحد ان المذكرة خلصت الى ان الجيش الاميركي لم يستعد في شكل كاف ل"احتلال طويل ومكلف"بعد الحرب. وقال ديفيد الماسي الناطق باسم البيت الأبيض:"نختلف مع هذا التوصيف، اذ كان هناك تخطيط واسع لما بعد الحرب، والأهم ان المذكرة كتبت قبل ثمانية شهور من الحرب". وأوردت الصحيفة ان المذكرة المؤلفة من ثماني صفحات، اشارت الى ان كبار المسؤولين البريطانيين متأكدون ان الادارة الاميركية ستغزو العراق، لكنها لم تعد دراسة مستفيضة للوضع بعد الغزو. ووضع مساعدو بلير الوثيقة المؤرخة في 21 تموز يوليو استعداداً لاجتماع رئيس الوزراء، بعد ذلك بيومين، مع المسؤولين المعنيين بالأمن القومي في بريطانيا. ونقلت الصحيفة عن المذكرة ان"احتلال العراق قد يؤدي الى عملية طويلة ومكلفة لبناء الدولة، وتلزم الخطط العسكرية الأميركية الصمت ازاء هذه النقطة. ان واشنطن تريد منا ان نتحمل أكثر من نصيبنا من العبء". وقال الناطق باسم البيت الأبيض: "بعض الأمور التي اعددنا لها لم تحدث، مثل توقع اعداد كبيرة من اللاجئين وأشياء أخرى لم نتوقعها، مثل إخراج أعداد كبيرة من عناصر النظام من ساحة القتال، فقط لتعود بعد ذلك".