انتقل استنفار اللبنانيين من حال ترقب موعد نزول المعارضة الى الشارع لاسقاط الحكومة، الى ترقب ما سيسفر عنه هذا النزول بعدما تحدد موعده في الثالثة بعد ظهر اليوم في وسط بيروت، والى أي مدى سيستمر هذا التحرك وتداعياته على الحياة العامة. وبدا واضحاً أمس، تخوف اللبنانيين من أن يعيق النزول الى الشارع شؤون حياتهم فسارعوا الى تخزين المواد الغذائية، وكثر الطلب على المصارف لسحب الاموال للانفاق اليومي خصوصاً ان التحرك تزامن مع نهاية الشهر موعد قبض الرواتب. وشهدت شوارع بيروت تعزيزات أمنية مكثفة للجيش اللبناني خصوصاً في الاحياء التي يتداخل فيها سكن انصار المعارضة مع انصار الموالاة، وردد كثر من ابناء المدينة خلال جولة لپ"الحياة"في شوارعها ان مخاوف كثيرة تنتابهم من احتمال حصول احتكاكات بين"المختلفين"او عمليات شغب كتلك التي حصلت على بيت الاممالمتحدة ابان حرب تموز يوليو الاسرائيلية على لبنان، وقد يصعب ضبطها، وتحدث آخرون عن نية"الاعتصام"داخل البيوت"قرفاً"من الحال التي وصلت اليها الامور. وتردد ان قوى 14 آذار ستطلب عبر وسائل الاعلام التابعة لها من انصارها اللبنانيين رفع العلم اللبناني على شرفات منازلهم. وتكرر امس، اطلاق الرصاص في ضاحية بيروت الجنوبية تأييداً لكلمة الامين العام لپ"حزب الله"السيد حسن نصر الله التي حدد فيها موعد النزول الى الشارع، فيما سجل اطلاق مفرقعات في احياء بيروتية. وكانت عملية تحديد موعد التحرك حصلت على مراحل، واختلفت المعارضة نفسها على تسميته، اذ اطلق عليه السيد نصر الله كلمة"تجمع"، قبل أن يقول انه اعتصام مفتوح فيما وصفه بيان المعارضة الوطنية بانه"اعتصام مفتوح"اما النائب السابق طلال ارسلان فدعا الى"تظاهرة الى وسط بيروت"، وحرص داعون الى الاعتصام الى اللعب على الوتر الاقتصادي واتهام الحكومة ب"تفقير الشعب"و"إلغاء الطبقة الوسطى"وبلغ الحد بالبعض أن اتهم الحكومة ب"الاجرام". والخوف من مفاعيل اليوم الاول للتحرك دفع سفارات اجنبية الى تحذير رعاياها في لبنان الى ضرورة اخذ الحيطة. وتلقى الرعايا الفرنسيون رسالة عبر الهاتف الخليوي تفيد"ان بالنظر الى التطورات التي ستحصل في الايام المقبلة فان القنصلية توصي الرعايا بالحذر الشديد وتجنب مناطق التجمع".