بدا أمس أن مصير التهدئة في الاراضي الفلسطينية بات في مهب الريح بعد تهديد"حركة المقاومة الاسلامية"حماس بعدم تمديد الهدنة التي تنتهي نهاية الحالي، وذلك تزامناً مع التصعيد الاسرائيلي المستمر والذي ادى امس الى استشهاد ناشط من"كتائب شهداء الاقصى"المنبثقة عن حركة"فتح"بعد ساعات قليلة على مقتل جندي اسرائيلي من"القوات الخاصة"خلال غارة في الضفة الغربية. ومما يزيد من قتامة الوضع امتناع واشنطن عن ادانة الغارات الاسرائيلية ودعوتها الرئيس محمود عباس الى"التحرك... ووقف الارهاب". راجع ص4 وفي التفاصيل الميدانية، استشهد الناشط في"كتائب الأقصى"رأفت العصعوصي 22 عاماً خلال اشتباك مع جنود اسرائيليين في بلدة قباطية شمال الضفة حيث اعتقلت القوات الاسرائيلية ناشطين من حركة"الجهاد الاسلامي". ويأتي ذلك بعد ساعات على مقتل جندي اسرائيلي من"وحدة خاصة"اسرائيلية خلال توغل قرب جنين. وشارك آلاف الفلسطينيين في تشييع جنازة القيادي في الجناح العسكري ل"حماس"فوزي ابو القرع، والقيادي في"كتائب الاقصى"حسن المدهون اللذين اغتالتهما اسرائيل اول من امس بقصف صاروخي استهدف سيارة كانت تقلهما في جباليا في قطاع غزة. وفيما دعا المشيعون الى الثأر لدماء الشهيدين، توعدت"حماس"بعدم تمديد الهدنة، وقال الناطق باسمها مشير المصري ان"التهدئة تنتهي بانتهاء العام الحالي... ولا ينبغي لأحد ان يحلم بأن هناك تهدئة قادمة"امام التصعيد الاسرائيلي، مضيفاً ان"التهدئة تعطي الحق بالرد على الجرائم الصهيونية". وتوعدت"كتائب القسام"في بيان بأنها"لن تقف مكتوفة الايدي، وسترد على هذه الجريمة في الزمان والمكان المناسبين". كما توعدت"كتائب الأقصى"بالانتقام لدماء المدهون. وكانت السلطة الفلسطينية ناشدت الولاياتالمتحدة اول من امس السعي لدى اسرائيل للتوصل الى"وقف فوري لاطلاق النار"ووقف الغارات الجوية. إلا ان الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية امتنع عن الرد على طلب السلطة، واكتفى بالقول:"اننا نتفهم تفهماً تاماً حق اسرائيل وحاجتها الى الدفاع عن نفسها، كما نتفهم ان ينتظر الشعب في أي مجتمع ديموقراطي من حكومته ان تحميه". ودعا السلطة الى"التحرك... عليها وقف الارهاب والقضاء على الشبكات الارهابية". لكنه خلص الى القول ان على اسرائيل ان"تأخذ في الاعتبار نتائج أعمالها على الهدف النهائي"، في اشارة الى التوصل الى السلام وقيام دولتين.