عكست وثيقة سرية كشفتها صحيفة "ذي ميل أون صنداي" امس، مدى تدهور شعبية حزب العمال الحاكم، محذرة من استحالة فوزه في الانتخابات المقبلة. وجاء في الوثيقة التي أعدها بعض مستشاري رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان الحكومة أخفقت في بلوغ أهدافها. ولكن أخطر ما حذرت منه هذه الوثيقة التي تبرأت منها دوائر رئاسة الوزراء هو ان غوردون براون وزير المال والمرشح القوي لخلافة بلير، لا يملك فرصاً كبيرة لوقف تقدم زعيم حزب المحافظين المعارض ديفيد كاميرون في الانتخابات. وجاءت هذه الوثيقة في وقت يواجه الحزب الحاكم وخصوصاً زعيمه، ضغوطاً شديدة بعد تفجّر بيع مناصب شرفية في مجلس اللوردات واستجواب رئيس الوزراء في شأنها على نحو غير مسبوق اخيراً. واقترحت الوثيقة السرية إبعاد براون عن السباق لخلافة بلير وترشيح سياسي عمالي شاب كزعيم جديد للعمال لكي يمكن منافسة كاميرون الشاب الذي أصبح أكثر شعبية الآن من بلير نفسه. ومن جهة اخرى، ركزت الصحف البريطانية على تفاصيل وأسرار جديدة حول تورط بلير ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط اللورد ليفي في فضيحة القروض في مقابل الألقاب الشرفية، فذكرت صحيفة"ذي اندبندنت اون صنداي"ان مليونيراً كان قدّم الى العمال قرضاً كبيراً، أعلن تحديه للشهادة التي ادلى بها بلير أمام الشرطة لدى استجوابه في الأسبوع الماضي. وأكد هذا المليونير ان ترشيحه هو وغيره لمقاعد في مجلس اللوردات يرجع الى الخدمات التي ساهموا بها في بريطانيا وليس لخدمة حزب العمال كما كان بلير زعم أمام الشرطة. وتوقعت صحيفة"ذي صنداي تايمز"ان تستجوب الشرطة البريطانية في الشهر المقبل، مدير مكتب بلير جوناثان باول وذلك بعد توجيه تحذير إليه، مما يعطي الانطباع بإمكان توجيه الاتهام إليه كما تزعم التقارير. على صعيد آخر، شن الأمين العام للمجلس الإسلامي في بريطانيا محمد عبدالباري هجوماً لاذعاً ضد سياسة حكومة بلير إزاء الجالية الإسلامية في بريطانيا، متهماً الوزراء البريطانيين بأن من الممكن مقارنة تصرفاتهم ضد المسلمين بما قام به النازي ضد اليهود في ألمانيا وأوروبا. واتهم عبدالباري في شهادة قدمها أمام لجنة برلمانية بريطانية حكومة بلير بأنها"تثير حملات العداء والكراهية ضد المسلمين"في بريطانيا و"تستهدفهم على نحو لا يتسم بالإنصاف". وحذّر المسؤول في هذه المنظمة التي تضم في عضويتها مسلمين معظمهم من اصول باكستانية وهندية، من توجيه اللوم الى متطرفين"ضمن جالية صغيرة تعاني الحرمان على نطاق واسع"، لأن ذلك من شأنه الإضرار بالتماسك الاجتماعي وإشعال نيران الكراهية والتعصب ضد المسلمين.