بدأت رحلتها مع الكمان في في التاسعة من عمرها. تقدّمت في مسيرتها الفنية بعزم وثبات فكانت أوّل عازفة كمان في سورية. إنّها محاسن مطر عازفة الفرقة السمفونية الوطنية السورية سابقاً، والفرقة الوطنية السمفونية اللبنانية راهناً. ليست مسيرة مطر المتألّقة موضع تساؤل واستغراب فهي من طلاب الدفعة الأولى في المعهد العربي للموسيقى في دمشق عند افتتاحه عام 1961 بإدارة صلحي الوادي، وكانت حاضرةً في أول حفل موسيقيّ للمعهد عام 1962. صقلت موهبتها بالتتلمذ على يد كبار الخبراء الروس أبرزهم ميروسلاف روسين تلميذ العازف الأسطوري ديفيد اويسترخ. درست الكمان لستّ سنوات، لتعمل بعد تخرّجها مدرسة عزفٍ على الكمان، وكانت الأصغر سناً في المضمار. خرّجت عدداً من العازفين الذين برعوا في محاورة الكمان منهم أندريه معلولي، زاهر حلواني، أمير قره جولي و زوفاك بغبادوريان. لا تنكر مطر شغفها بالوسيقى فهذا الولع هو الذي دفعها الى التخلّي عن تدريس الرياضيات في كلية العلوم بجامعة دمشق بعد نيلها شهادة الدراسة الثانوية، لتتفرّغ للموسيقى كلياً وتنضمّ الى الفرقة السمفونية الوطنية السورية في العام 1993، وكانت إحدى العازفات السوريات النادرات آنذاك. وشاء القدر أن تنتقل إلى بيروت، حيث تزوجت رجل الأعمال اللبناني عماد شبارو وانضمت إلى الفرقة السمفونية اللبنانية بقادة المايسترو وليد غلمية. لا تعتبر مطر أنّها حقّقت مرادها في العالم الموسيقيّ بعد، فهي تبحث دوماً عمّا يزيد من موهبتها وتألّقها، وتولي الزمن أهميةً قصوى في تحديد هوية الفنان وتكوين شخصيته فهي تعتبر أنّ الفنان يصقل مواهبه عبر الزمن، ولعلّ هذا التواضع بالذات هو ما جعلها تنجح في مسيرتها فعزفت مع كبار قادة الأوركسترا العالميين على غرار الايطالي ريكاردو موتي وشاركت في حفلاتٍ ومهرجانات موسيقية عربية وعالمية عدّة. وعلى رغم ما حققته من نجاح على مرّ السنين تبقى أسعد اللحظات إلى قلب مطر مشاركتها الفرقة السمفونية السورية العزف في حفلة دار أوبرا دمشق الافتتاحية في العام 2004، إلى جانب ابنتها ماريا التي يبدو أنّها ستتحوّل الى نسخة عن والدتها في عالم الموسيقى ومن يدري ربّما قد تتفوّق عليها. كاتب ومؤرّخ موسيقي