دان ممثل المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي الهجمات التي تعرضت اليها مدينة النجف يوم الخميس الماضي، مؤكداً أنها (الهجمات) تهدف الى زعزعة ثقة المواطن بقوى الأمن والعزوف عن المشاركة في الانتخابات المقبلة وإسقاط العملية السياسية. جاء ذلك فيما اعتبر خطباء في ديالى الاساءات الى الرموز الدينية العراقية من الخارج بمثابة «قنابل موقوتة» في مناطق داخل العراق شهدت سابقاً نزاعات مذهبية. وكانت النجف تعرضت ليل أول من أمس إلى سلسلة هجمات بعبوات خلّفت قتيلين وحوالى 80 جريحاً. وقال الكربلائي إن «التفجير يأتي بعد فترة طويلة من الاستقرار في مدينة النجف، وفي وقت حساس إذ يقترب موعد الانتخابات التشريعية». وطالب في خطبته امس بأن «يكون المواطن واعياً لما يريده الإرهابيون من وراء هذه الأعمال الإجرامية. فليس المقصود فقط هو زعزعة الوضع الأمني، وبخاصة في مثل هذه المدن المهمة، وإيصال المواطن إلى حال فقدان الثقة في أجهزة الأمن، وصرف رغبته عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية. بل هناك هدف أعمق وأكبر، ألا وهو إسقاط العملية السياسية والديموقراطية برمتها والعودة بالعراق إلى المربع الأول». وتابع: «بعدما تمكن الشعب العراقي من ترسيخ إرادته واختياره في تحديد من يحكم البلاد، ومن يدير مدنه، وبعد نجاحه في كتابة الدستور، وبناء مؤسسات دستورية، وبدأ ينهض لتطوير بلده وتعميره (...) أبعد الشعب العراقي عن نفسه شبح الانقلابات العسكرية، ووضع لنفسه نظاماً للتداول السلمي للسلطة». وتابع أن «هذه العمليات المستمرة تأتي كي تقضي على العملية السياسية. فعلى المواطن أن يكون بحجم التحدي للمخاطر التي يتعرض لها شعبه وبلده، وأن يكون واعياً لذلك. كما يجب أن يكون له موقف يناسب هذا التحدي وهذه المخاطر». وزاد: «صحيح أن هناك بعض السلبيات التي رافقت هذه العملية، ولكنها طبيعية بالنسبة إلى الوضع الذي يمر فيه الشعب العراقي الذي انتقل دفعة واحدة من حكم ديكتاتوري إلى وضع ديموقراطي». ودعا الكربلائي أعضاء البرلمان العراقي الى الإسراع في إقرار الموازنة لعام 2010 . وقال إن «تجربة العام الماضي في تأخير إقرار الموازنة، سببت تأخيراً في انجاز كثير من المشاريع الخدماتية والعمرانية (...)، لذا يجب الإسراع في إقرار هذه الموازنة بما يساهم في الإسراع في إنجاز المشاريع والخدمات». الى ذلك، شدد خطباء المساجد في محافظة ديالى (شمال شرقي بغداد) على ضرورة الحفاظ على المنجزات الأمنية المتحققة وعدم الانجرار وراء الانفعالات الطائفية المتطرفة، فيما دعا آخرون الى تشكيل لجنة دينية من علماء السنّة والشيعة لمراقبة الخطب الدينية والتشديد على عدم الاساءة إلى مشاعر المذاهب والاديان. ودعا رجل الدين رضا الفياض إلى «تشكيل لجنة مشتركة من علماء السنّة والشيعة لمراقبة الخطابات الدينية الداعية الى اثارة المشاعر المذهبية عبر المساجد والمنظمات الدينية للحد من سعي البعض الى استغلال المشاعر الطائفية لمصالح خاصة». وحذر «من استغلال القوى السياسية الاساءات المتعمدة لمراجع الدين في الدعايات الانتخابية». ودعا خطيب جامع ابن تيمية في ناحية بهرز الشيخ عبدالسلام العنبكي الحكومات العربية الى «مطالبة خطباء المساجد وأئمة صلاة الجمعة في بلدانها الى الكف عن الاساءة الى رجال الدين العراقيين». وأوضح أن «الموقف السنّي في محافظة ديالى يرفض كل الاساءات التي يتعرض لها مراجع الدين التي تشكل قنابل موقوتة في المناطق التي شهدت نزاعات وصراعات مذهبية»، داعياً «أبناء الطائفة السنية الى اعتماد الفتاوى والموقف الديني من علمائهم وعدم الأخذ بالتصريحات والفتاوى من خارج البلاد».