يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع للنظر في توصية المفوضية الأوروبية بتعليق المفاوضات مع تركيا جزئياً. ويدور الكلام في أوساط الاتحاد الأوروبي على مساعي تركيا الى الانضمام الى الاتحاد الأوروبي على ما تشتهي هي، أي من دون التزام الشروط الأوروبية. فتركيا ترفض الاعتراف بقبرص اليونانية، وتفرض عقوبات اقتصادية عليها، وتقاطعها تجارياً. وتدرس حكومات الاتحاد الأوروبي الاحتمالات التالية: تجميد المفاوضات جزئياً، أو تجميدها كلياً، أو قطع العلاقات بتركيا. وفي هذه الظروف، أطلقت أنقرة مبادرة"الميناء الواحد والمطار الواحد"فتح مطار تركي ومرفأ أمام الملاحة الجوية والبحرية القبرصية اليونانية. وليست هذه المبادرة جديدة، فقد سبق ان نوقشت في مجلس الامن القومي التركي وفي مجلس الوزراء التركي، وعلقت الصحف التركية، يومها، عليها. وتنتظر تركيا من الاتحاد الأوروبي ان يبادلها نيتها الحسنة، فيخفف قيود الحصار الاقتصادي والتجاري عن شمال قبرص التركي. وتأمل تركيا في أن تفضي هذه الخطوة الى حل القضية القبرصية تحت مظلة الأممالمتحدة في غضون 2007. والحق أن الاقتراح التركي عدل المواقف الأوروبية. فتركيا نجحت في إلقاء الكرة في الملعب الأوروبي. وذهبت بعض الدول الأوروبية الى أن الاقتراح جدير بالبحث. واعتبرت الصحف الأوروبية أن الاقتراح التركي جريء ومهم. وفجأة تبددت علامات التطير، وحلت محلها أجواء التفاهم. ونجحت تركيا في تغيير نظرة الرأي العام العالمي إليها. فتركيا"المتعنتة"تساوم، وتقدم حلاً وسطياً قد يذلل مشكلتها مع الاتحاد الأوروبي. وأوشكت تركيا على قطف ثمار مبادرتها الشفهية البسيطة. ولكن الاتحاد الأوروبي عدل عن موقفه المرحب بعد إعلان رئيس هيئة الأركان، الجنرال يشار بيوك انيط، أن الحكومة لم تستشره في مبادرتها. وعلى أثر هذا التصريح، طلب الاتحاد الأوروبي من تركيا تسليمها هذه المبادرة خطياً أو كتابياً. ومن شأن تسجيل المبادرة خطياً إلزام تركيا تنفيذها من دون مقابل أوروبي. وعليه، جرت الرياح على ما لم تشته أنقرة. فتصريحات الجنرال انيط أربكت الأوروبيين، وأطاحت الحملة الديبلوماسية التركية ووأدتها. ولا أدري كيف يدعي الجنرال بيوك انيط انه لم يستشر في هذه الخطة، على رغم حضوره جلسات مجلس الأمن القومي التركي. وعليه، فقدت تركيا فرصة تخفيف حدة الأزمة مع الاتحاد الأوروبي جراء تصريحات جنرال متهور. عن فهمي كورو ، "يني شفق" التركية ، 10 / 12 / 2006