في عهد سطوة التلفزيون، كانت البرامج الأدبية المعروفة والمرموقة تقضي فيما يستحق القراءة من الكتب وما لا يستحقها. وهذا العهد طويت صفحته. فالمدونات الأدبية قطب جديد ونقيض أو مضاد، يقوم بالالتفاف على"النظام"الأدبي المتربع في سدة الذائقة والقراءة. فإذا أغفل الإعلام تناول كتاب سجالي في موضوع أو كاتب من الموضوعات الشائكة والمتنازعة، عمدت المدونات الى الاطناب في تناول الكتاب، وتناقلت أصداء التعليقات عليه، ورددت أخبار محاصرته. ونظير المشافهة ودورها في ترويج واسع، يتولى التدوين دور المشافهة على نطاق أوسع بما لا يقاس من نطاق المشافهة المباشر والقريب. فهو بمنزلة مقهى أدبي كوني. وتنبهت بعض دور النشر الكبيرة الى المقهى هذا. فعمدت الى ارسال كتبها، قبل نشرها، الى مواقع التدوين البارزة. ويذهب أحد المراقبين الى ان نحو 250 ألف صفحة تقرأ، في الشهر الواحد، على مواقع المدونات الأدبية. والى هذا، تقوم المواقع بنشر أعمال أدبية تعب مؤلفوها وكتّابها من ارسالها الى دور نشر تهملها، ولا تجيب رسائل الكتاب ولا ترد على استفسارهم. وبعض الدور يبادر الى نشر كتب سبق نشرها على الشبكة. فنشرت دار"لوديابل فوفير"كتاب توماس كليمان،"أولاد البلاستيك"، ونشرت دار"بايو"كتاب سونيا مولرّ"عشق بلهاء". والروايتان سبق"صدورهما"الطباعي والورقي نشرهما الشبكي والالكتروني. وعثر البريطانيون والأميركيون على اسم هذا الصنف من"الكتب":"البلوكس"من بلوغ، مدونة، وبوك، كتاب. عن جيروم دوبوي، "ليكسبرس" الفرنسية، 7 / 12 / 2006