افتتح في طهران أمس مؤتمر "مراجعة لمحارق النازية ... رؤية عالمية" الذي تنظمه الحكومة الإيرانية حول محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية بمشاركة حاخامين وعدد من الجامعيين الأجانب الذين يشككون في الهولوكوست. ومن الحضور البروفسور الفرنسي روبير فوريسون الذي أنكر وجود غرف الغاز وحكم عليه بالسجن ثلاثة اشهر مع وقف التنفيذ في فرنسا في تشرين الأول أكتوبر الماضي. وقال مواطنه الكاتب جورج تيل الذي دين في فرنسا لنشره نظريات تعيد النظر في الإبادة الجماعية لليهود إن محارق النازية"أكذوبة كبرى". ومن المتحدثين في المؤتمر الأسترالي فريدريك توبن الذي اشتهر توبن لنفيه حجم المحرقة وهو أمضى شهوراً في سجن ألماني بتهمة التحريض على الحقد العرقي. ومن المشاركين أيضاً الأكاديمي الأميركي ديفيد ديوك وهو نائب جمهوري سابق في مجلس النواب امتدح إيران لاستضافتها المؤتمر. وكان من بين المشاركين حوالى ستة من يهود أوروبا والولايات المتحدة ارتدوا معاطف وقلنسوات سوداء ووضع بعضهم شارة عليها علم إسرائيل مشطوباً أو كتب عليها"اليهودي ليس صهيونياً". وقال الحاخام البريطاني اهرون كوهين:"جئنا هنا لنعرض وجهة نظر اليهود الأرثوذكس. بالقطع نقول انه حدثت محارق لليهود. لكن هذا لا يبرر بأي حال ارتكاب أعمال ظالمة بحق الفلسطينيين". وافتتح وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي المؤتمر بكلمة مقتضبة ربط فيها بين الصهيونية والنازية. وقال:"أي شكل من أشكال العنصرية، بما فيها النازية، مخالف للطبيعة البشرية. والإسلام ضد النازية لكونه مبنياً على الطبيعة البشرية وعلى روح سليمة. والصهيونية أيضاً تصنف في هذه الفئة". وتابع:"الذين يدعون انهم معارضون للنازية هم أنفسهم عنصريون واستعماريون وما فعلوه بأعداد من الأشخاص لا يختلف عن جرائم النازيين". ولفت إلى أن ايران ليست في صدد نفي المحرقة أو إثباتها، مشيراً إلى انه"ليس هناك معاداة لليهودية"في إيران. وبررت الخارجية الإيرانية تنظيم المؤتمر بعدم الحصول على أي رد على الأسئلة التي طرحها الرئيس محمود احمدي نجاد في شأن المحرقة. وصرح موريس موتاميد، وهو النائب اليهودي الوحيد في البرلمان الإيراني بأن المؤتمر اغضب يهود إيران البالغ عددهم 25 ألفاً. وقال:"إنكار محارق النازية إهانة كبيرة. وبتنظيم هذا المؤتمر تواصل الحكومة إهانتها للجالية اليهودية". وتعرضت إيران لانتقادات حادة من الأسرة الدولية لتنظيمها هذا الاجتماع الذي أعلنت انه سيناقش"من دون أفكار مسبقة"مدى حقيقة وحجم محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية. وكان المنظمون توقعوا مشاركة اكثر من ستين"باحثاً وجامعياً"من ثلاثين دولة في المؤتمر.