بدا الإعلان عن الجوائز الوطنية للكتاب من أشهر الجوائز الأميركية إلى جانب جائزة بوليتزر والتي بلغت عامها السابع والخمسين أشبه بالاحتفال الضخم وقد أقيم في أحد فنادق مانهاتن نيويورك. وكان أُعلن عن اللائحة النهائية بأسماء المرشحين في الحادي عشر من شهر تشرين الأول أكتوبر، وضمّت عشرين إسماً، بينها مَنْ تمّ ترشيحه في سنوات سابقة. الكتب المشاركة لهذه السنة بلغت 1259 كتاباً، اختير من بينها كتب استثنائية تميّزت بأساليبها الشديدة التنوع، وموضوعاتها الشائكة، ولأول مرّة على سبيل المثل، ترشح رواية تصويرية، وهي لفنانة كوميدية، أميركية من أصل صيني، تدعى جين لوين يانغ وعن فئة أدب الشباب. تجدر الإشارة إلى أن اختيار لائحة المرشحين النهائيين ومن ثم الفائزين، تقوم به أربع لجان من المستشارين عن فئات الجائزة الأربع: الرواية، الشعر، أدب شباب، ونصوص حرة غير سردية. الكتب المؤهلة للترشيح، يجب أن تكون صادرة في الولاياتالمتحدة الأميركية ما بين 1 كانون الأول ديسمبر 2005 و30 تشرين الثاني نوفمبر 2006، على أن يكون أصحابها مواطنين أميركيين. عن فئة الرواية، كانت الجائزة لهذه السنة من نصيب ريتشارد باورز عن روايته"صانع الصدى" الصادرة عن دار"فارار، ستروس"وعن روايته"صانع الصدر"جيروكس وهي تدور حول طاقة العقل وحدوده من خلال قصة شاب يُصاب باختلال في دماغه إثر حادث اصطدام سيارة. ولباورز ثماني روايات سابقة، من بينها"عمل الروح الهائمة"التي كانت رُشحت لهذه الجائزة عام 1993. من مواليد عام 1957، إيفانستون إيلينوي. عاش فترة من حياته ما بين الحادية عشرة والسادسة عشرة في بانكوك، العاصمة التايلندية، حيث تولّع بالموسيقى، وأتقن العزف على آلات موسيقية عدة. حاصل على ماجستر في الآداب الإنكليزية عام 1979، وحائز جائزة لانان الأدبية للعام 1999، وله رواية بعنوان"حراثة الظلمة"2000، تتمحور أحداثها حول تجربة أليمة عاشتها رهينة أميركية لمدة أربع سنوات لدى إحدى الحركات الأصولية الإسلامية في بيروت. أثارت الروايات الخمس التي رُشحت هذا العام دهشة دور النشر، لأن أصحابها ليسوا من الأسماء الكبيرة والمعروفة لا على صعيد الجمهور ولا المبيع. ومن المرشحين النهائيين: كِن كالفاس عن"اضطراب خاص بالبلد"إيكو/هاربركولينز وجس والتر عن"الصفر"جوديث ريغان بوكس/هاربركولينز. والروايتان تتمحوران حول أحداث الحادي عشر من أيلول. عن فئة الشعر فاز الشاعر ناثانيال ماكي عن ديوانه"نشيد ممتد"وهو عمل مكمّل لقصيدتين سابقتين هما"أغنية أندومبولو"وپ"مو". ميزة هذا الشاعر اشتغاله على اللغة ومحاولاته المتواصلة للتجديد فيها. له سبع مجموعات شعرية سالفة، بينها"الشاهد المتآكل"1985 وهي اختيرت لتصدر ضمن سلسلة الشعر الوطني. وله أيضاً سلسلة كتابات نثرية، صدر منها حتى الآن ثلاثة كتب، علاوةً على كتابين في النقد الأدبي. يدرّس راهناً في جامعة كاليفورنيا سانتاكروز، ويقوم بتحرير مجلة"هامبون"الأدبية، إضافة إلى مشاركته في تحرير مجلات أخرى، ويشغل منصب السكرتير الأول لأكاديمية الشعراء الأميركيين. جائزة فئة أدب الشباب حازها م. ت. أندرسون عن روايته"الحياة المدهشة لأوكتافيان اللاشيء، خائن الأمة"وهي الجزء الأول من عمل من جزئين، وتصنّف ضمن السرد التاريخي، إذ تدور أحداثها زمن كفاح الوطنيين الأميركيين، وتحريضهم العبيد من أجل نيل الحرية. وهي رواية تتميّز بديناميكيتها وقدرتها على إعادة إحياء الماضي في أسلوب بالغ التأثير. ولأندرسون كتب للأطفال والشباب، وهو كان رُشح لهذه الجائزة عام 2002. "أسوأ الأوقات الصعبة"لتيموثي إيغان هو الكتاب الفائز عن فئة"نصوص حرّة". إيغان المراسل السابق لصحيفة"نيويورك تايمز"، والحائز جائزة بوليتزر عام 2001 مع فريق من المراسلين، يعود في كتابه هذا إلى زمن الكساد الكبير في أميركا ليصف العواصف الغبارية التي غطت السهول العظمى في تلك الأثناء. له أربع مؤلفات سابقة أهمها"المطر الخيّر". ومن الكتب التي رُشحت عن هذه الفئة، كتاب لورنس رايت"البرج الموشك على الإنهيار، القاعدة والطريق إلى 11/9". ومنحت الهيئة المشرفة على المؤسسة الوطنية للكتاب بمنح الشاعرة أدريان ريتش ميدالية الإسهام المميّز في الأدب الأميركي للعام 2006، وهي صاحبة ما يُقارب عشرين مجموعة شعرية، إلى سواها من المؤلفات، وحائزة الجائزة الوطنية للكتاب للعام 1974 عن ديوانها"الغوص في الحطام". وكرّم روبرت سيلفرز والراحلة باربرة إبستن، وهما من المؤسسين لدورية"نيويورك ريفيو أوف بوكس"، ومنحا جائزتين عن دورهما البارز في المجتمع الأدبي. وتجدر الإشارة إلى أن الرابحين الأربعة تسلموا عشرة آلاف دولار إضافة إلى تمثال من البرونز، وكل من المرشحين النهائيين مبلغ ألف دولار وميدالية من البرونز، علماً بأنّ الفائدة الكبرى التي يجنيها الرابحون لا تكمن في قيمة الجائزة نفسها، بل في القيمة المالية التي يحصّلونها نتيجة التزايد في مبيعات كتبهم الفائزة، عطفاً على الشهرة التي ينالها كتّاب شبه مغمورين اندفعوا إلى الضوء فجأةً. وسبق أن حاز هذه الجائزة ثلة من كبار الأدباء والشعراء المعاصرين ومنهم: فيليب روث، وليام ستايرون، وليام جاديس، جون أبدايك، ستانلي كونيتز، جون أشبري، جايمس تايت، أ. ر. أمونز.