استمرت أمس المعارك العنيفة بين القوات الحكومية الصومالية المدعومة بجنود إثيوبيين وميليشيات"المحاكم الإسلامية"لليوم الثاني على التوالي في محيط مدينة بيداوة، آخر معاقل السلطات الانتقالية الضعيفة. وتبادل الجانبان قصفاً مدفعياً ثقيلاً، وسط تقارير عن سقوط 50 قتيلاً. وقال شهود إن الجانبين تبادلا القصف في قرية مادوي التي تبعد 40 كيلومتراً من بيداوة. وقال أحمد محمد آدم الذي يقطن القرية صباح أمس:"استؤنفت الحرب قبل 30 دقيقة... إنهم يقصفون بعضهم بعضاً بعنف". وأضاف أن مقاتلي الحكومة والجنود الإثيوبيين الذين تقهقروا مساء الجمعة أمام تقدم مقاتلي"المحاكم"عادوا إلى المنطقة في ساعة مبكرة من صباح أمس ومعهم 20"عربة حربية"مزودة مدافع. وأكد الناطق باسم الإسلاميين عبدالرحيم علي مودي استئناف القتال. وقال:"الحرب مستمرة". وأشار الشيخ اسماعيل عداو، وهو قائد"المحاكم"في منطقة باي حيث يجري القتال، إلى أن"المعارك استؤنفت وتدور رحاها"في محيط بيداوة. وأضاف أن"الجنود التابعين للحكومة مع حلفائهم الإثيوبيين فجروا المعارك بمهاجمة مواقع المحاكم الإسلامية قرب قرية صفرنولس". ولفت الشيخ محمد إبراهيم بلال، وهو قيادي إسلامي آخر، إلى أن المعارك التي تدور في صفرنولس 75 كلم جنوب بيداوة طاحنة. وأشار عدد من سكان بيداوة إلى أنهم شاهدوا شاحنات تنقل قوات اثيوبية في طريقها إلى جبهة القتال. وأعلن الإسلاميون أنهم نشروا مئات المقاتلين في مدينة بور حقابا التي تبعد خمسين كلم شرق بيداوة وفتحوا جبهة جدية لمواجهات محتملة، كما أعلنوا عبر الإذاعة حظراً على سير الشاحنات إلى بيداوة من مقديشو لقطع الإمدادات عن الحكومة. وادعى كل من الطرفين أنه انتصر في المعارك التي جرت الجمعة، كما حملا بعضهما بعضاً مسؤولية تفجيرها. وأكد إسلاميون ان هذه المعارك أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن خمسين شخصاً، بينهم 30 من القوات الحكومية و20 في صفوف"المحاكم". لكن لم يتسن التأكد من هذه الحصيلة من مصادر مستقلة. وقال ابراهيم بتاري، وهو أحد قادة القوات الحكومية:"خسرنا كثيراً من رجالنا".