قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إنه سيتعين على المجتمع الدولي التفكير في"أساليب بديلة"إذا لم تحقق الحكومة السودانية والمتمردون تقدماً سريعاً نحو إنهاء الأزمة في دارفور، معتبراً أن الأوضاع هناك"غير مقبولة"، بعد يوم من تشديد الرئيس الأميركي جورج بوش على أهمية الإسراع بنشر قوة دولية في الإقليم. وحض بلير في بيان عشية يوم عالمي للاحتجاجات حول دارفور، الحكومة السودانية والمتمردين على التحرك بسرعة نحو تنفيذ وقف لاطلاق النار والالتزام بعملية سياسية والموافقة على قوة حفظ سلام فعالة. وقال إن بريطانيا ستواصل دعم الإجراءات المتفق عليها في المحادثات التي جرت في أديس أبابا وأبوجا. وأضاف:"لكن إذا لم يتم إحراز تقدم سريع، فسنحتاج إلى التفكير في أساليب بديلة مع الشركاء الدوليين. على الحكومة السودانية إثبات أنها تتحمل مسؤولياتها بجدية". وهذه أحدث إشارة من بلير إلى احتمال القيام بعمل دولي ضد السودان إذا لم يقبل قوة حفظ سلام دولية. وهي تأتي بعد تصريحات للأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان حمل فيها الخرطوم مسؤولية قتل المدنيين في دارفور، كما أكد الرئيس الأميركي ونظيره الجنوب أفريقي تابو مبيكي أول من أمس ضرورة نشر قوة دولية معززة في الإقليم. وحض بوش المجتمع الدولي على القيام بعمل جماعي لمعالجة الوضع"المريع"في دارفور. وقال بعد اجتماع مع مبيكي في البيت الابيض إن على الدول"العمل مع الحكومة السودانية لتمكين قوة لحفظ السلام من دخول هذا البلد لتسهيل المعونات وإنقاذ الارواح". وأضاف أن مبيكي"يشاركني مخاوفي من أن الوضع مريع وأن الوقت حان للقيام بعمل". وقال بلير:"المعاناة الرهيبة لشعب دارفور مستمرة منذ فترة طويلة. الوضع هناك غير مقبول تماما، فهناك مليونا شخص مازالوا يعيشون في مخيمات، فيما يحتاج أربعة ملايين آخرين إلى مساعدات غذائية". وأضاف أن الهجمات من الجانبين تطيل أمد الازمة. وسينظم اليوم متظاهرون وناشطون حقوقيون مسيرات للمطالبة بوقف جرائم الاغتصاب في دارفور. ودعت مجموعة دولية تضم شخصيات سياسية نسائية أمس إلى نشر قوة حفظ سلام قوية في الإقليم لحماية النساء من الاغتصاب الذي"يستخدم يومياً كسلاح حربي". واتهمت حكومة السودان"بعدم القدرة على حماية مواطنيها". ودعت"المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته لحماية هؤلاء المدنيين". وفي المقابل، اعتبر وزير الداخلية السوداني الزبير بشير طه أن"الاتهامات المتكررة"بوقوع جرائم اغتصاب جماعي في دارفور تعتبر"إدانة أخلاقية للأمة السودانية". وتساءل:"هل نحن متوحشون؟... ما ذنبنا وما ذنب اطفالنا واحفادنا أن نتحمل نظرات الاحتقار التى تواجهنا في المجتمعات الغربية؟". وأضاف أمام ورشة عمل عن"دور الاممالمتحدة في دعم الامن والسلام في السودان"نظمتها لجنة الأمن والدفاع في البرلمان أمس:"كنت أتمنى أن تكون هناك أحاديث موضوعية في هذا الاتجاه". وأشار إلى أنه عقد"مقارنة بين حالات الاغتصاب في دارفور والولاياتالمتحدة، فوجدت أن جرائم الاغتصاب في أميركا تفوق ما يحدث في دارفور ب21 ضعفاً بحساب بلاغات الشرطة، وبحساب مدونات منظمة هولندية عن دارفور، تفوقنا الولاياتالمتحدة بثلاثة أضعاف... لماذا لم تتحرك تلك المنظمات لإدانة ما يحدث هناك؟". وطالب الأممالمتحدة ب"تقويم نفسها لتحقيق العدالة والحياد، خصوصاً بتطبيق الديموقراطية في تكوين مجلس الأمن". وتساءل:"لماذا تستهدف الاحلاف العسكرية دولاً بعينها كالسودان والعراق وإيران ولبنان. هل تلك المسألة محض صدفة؟... لسنا فاقدي الحيلة أمام تلك الاتجاهات".