ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" ان "مجموعة الدراسات حول العراق"، التي يرأسها وزير الخارجية السابق جيمس بيكر والسناتور الديموقراطي السابق لي هاملتون، ستوصي باعتماد ديبلوماسية اقليمية نشطة تشمل محادثات مباشرة مع ايران وسورية من دون ان تحدد جدولا زمنياً لانسحاب عسكري من العراق. وأضافت ان اعلان انسحاب كبير هو الوسيلة الوحيدة لاقناع حكومة نوري المالكي بالتركيز على قيام قوات عسكرية عراقية فاعلة. لكن البيت الأبيض شكك في موافقة ايران وسورية على بدء محادثات. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لم تسمهم مطلعين على الملف ان هذه اللجنة، التي تضم شخصيات من الحزبين الديموقراطي والجمهوري والمكلفة درس الخيارات الاستراتيجية الاميركية والتي كان يفترص ان تجتمع أمس الاثنين، تؤيد القيام بتحرك ديبلوماسي لكنها تبقى منقسمة على مسألة الجدول الزمني لانسحاب عسكري اميركي محتمل من العراق. واوضحت الصحيفة ان بعض المسؤولين قالوا ان اعلان انسحاب كبير هو الوسيلة الوحيدة لاقناع حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالتركيز على قيام قوات عسكرية عراقية فاعلة. وذكرت الصحيفة ان الاعداد التي قد تسحب من العراق لا تزال تقريبية، لكن الانسحاب التدريجي خلال السنة المقبلة قد يؤدي الى ترك 70 الى 80 الف جندي اميركي في البلاد مقارنة مع 150 الفا حالياً. ونقلت الصحيفة عن احد اعضاء المجموعة قوله"من غير الواضح ما اذا كنا سنتوصل الى توافق بشأن المسائل العسكرية". واضاف ان مسودة التقرير، وفقاً للاشخاص الذين اطلعوا عليها، تربط على ما يبدو الانسحاب الاميركي بأداء الجيش العراقي. وأفادت الصحيفة من جهة اخرى ان صياغة القسم المتعلق بالاستراتيجية الديبلوماسية في المسودة تأثرت كثيرا بمواقف رئيس المجموعة جيمس بيكر، ويبدو انها تعكس انتقاده العلني للادارة الاميركية حول عدم استعدادها للحوار مع دول مثل ايران وسورية. لكن مسؤولين كبارا في ادارة بوش، بينهم مستشار الرئيس لشؤون الامن القومي ستيفن هادلي، شككوا في ان تكون اي من هاتين الدولتين موافقة على بدء محادثات لا سيما وان ايران عالقة في مواجهة مع الولاياتالمتحدة بشأن ملفها النووي. وقال هادلي: ان"اجراء محادثات لا يشكل استراتيجية. المسألة هي كيف يمكننا ايجاد الظروف التي تسمح لايران وسورية بتبدل جذري يقضي بدعم الحكومة العراقية بدلاً من تقويضها". وتجري هيئة رئاسة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الاميركية ومجلس الامن القومي دراسات مماثلة. في غضون ذلك، يعبر الاميركيون بشكل متزايد عن نفاد صبرهم ازاء الوضع في العراق، خصوصاً بعدما تخطت مدة النزاع في العراق أول من أمس الاحد فترة المعارك التي خاضتها القوات الاميركية ضد المانيا النازية واليابان في الحرب العالمية الثانية. وطالب اعضاء نافذون في الكونغرس الاميركي الحكومة العراقية بمزيد من الجهود لإحلال النظام في العراق. وقال ترنت لوت، الذي سيكون المسؤول الثاني في الكتلة الجمهورية في مجلس الشيوخ، في تصريح الى شبكة"فوكس نيوز"ان"الوضع في العراق غير مقبول ويجب ان يحصل تغيير". واضاف"سيتحتم علينا ان نبدي الكثير من الحزم ونمارس الكثير من الضغوط على المالكي واذا لم يظهر سلطة حقيقية ولم يحاول استعادة السيطرة على الوضع، وان اصبح في الواقع جزءا من المشكلة، وعلينا اتخاذ قرارات صعبة". ورأى السناتور ان الولاياتالمتحدة يجب ان تقول للعراقيين"قمنا بما كان يتحتم علينا القيام به، تخلصنا من صدام حسين، حاولنا مساعدتكم باقامة البنى التحتية، حاولنا تدريب شرطتكم وجيشكم ... وان كنتم غير مستعدين لمواجهة الوضع، عندها يكون دورنا قد انتهى". كذلك دعا السناتور الجمهوري تشاك هاغل، الذي يؤخذ برأيه عادة في المسائل العسكرية، الى سحب القوات الاميركية تدرجا من العراق. وقال هاغل في مقال نشرته صحيفة"واشنطن بوست"الاحد"لم يعد لدينا مزيد من القوات لارسالها، وحتى لو فعلنا فانها لن تحل الازمة في العراق".