قتل 42 عسكرياً باكستانياً على الأقل أمس، في هجوم انتحاري استهدف معسكراً في منطقة درجاي ضمن إقليم مالاكند المجاور لإقليم باجور القبلي قرب الحدود مع أفغانستان، حيث قتل 80 شخصاً في غارة جوية استهدفت مدرسة دينية قبل اسبوعين. الى ذلك، قتلت القوات الدولية للمساعدة في إرساء الأمن ايساف والتابعة لحلف شمال الأطلسي بالتعاون مع أجهرة الأمن الحكومية الأفغانية أربعة من مقاتلي حركة"طالبان"، واعتقلت اثنين خلال عملية مشتركة نفذت في ولاية باكتيكا جنوب شرقي أفغانستان. راجع ص7 واقتحم الانتحاري الذي ارتدى زياً عسكرياً معسكراً للجيش الباكستاني على متن دراجة نارية قادها الى ساحة تدريب تجمع فيها ضباط وجنود في ساعات الصباح الأولى، ما أوقع عدداً كبيراً من الإصابات في صفوفهم. وأعلن الجيش الباكستاني انه اعتقل مسلحاً ثانياً حاول تنفيذ عملية مماثلة في المعسكر،"ما منع خسائر اضافية"، فيما أكد صحافي يدعى رحيم الله يوسف ضياء انه تلقى اتصالاً من رجل زعم مسؤولية"طالبان باكستان"عن الهجوم، للانتقام من الغارة على المدرسة الدينية. اما الجنرال شوكت سلطان، الناطق باسم الجيش فقال إن الملا الهارب فقير محمد يتولى تجنيد مقاتلين لتنفيذ نشاطات ارهابية. وجاء الهجوم الذي اعتبر الأكثر دموية ضد الجيش الباكستاني، منذ انضمت إسلام آباد الى"الحرب على الارهاب"، غداة تعرض حاكم إقليم بيشاور الجنرال المتقاعد جان أوركزي الى محاولة اغتيال فاشلة، بصواريخ أطلقت على موكبه لدى زيارته بلدة وانا، عاصمة إقليم جنوب وزيرستان. وأكد الهجوم هشاشة الاتفاق الذي وقعته اسلام آباد مع القبائل في تشرين الاول اكتوبر الماضي، لإنهاء عمليات القوات الحكومية فيها، في مقابل توقف القبائل عن تأمين الملجأ لمقاتلي"طالبان"وتنظيم"القاعدة". ونقلت مصادر إعلامية عن اوركزي انه ابلغ رجال القبائل في وزيرستان بأن جهات محلية باكستانية وأخرى أميركية وأجنبية في أفغانستان، تعارض التوصل إلى اتفاق سلام بين الجيش الباكستاني ورجال القبائل، وترغب في زيادة التوتر في المنطقة لإبقاء مبررات قصف مناطق يشتبه في اختباء مقاتلين موالين ل"القاعدة"و"طالبان"فيها. وكانت مجالس للقبائل في باجور وسواها من الأقاليم المحاذية لأفغانستان وجماعات لحقوق الإنسان ومحامون ورجال إعلام، أكدوا قصف طائرات أميركية المدرسة الدينية في باجور، وأن طائرات للجيش الباكستاني حلقت بعدها،"لإعلان مسؤوليتها عن القصف"، بطلب من الولاياتالمتحدة التي تخشى انفلات الأمور ضدها في مناطق القبائل. ويتوقع أن تصعّد المعارضة في البرلمان الباكستاني انتقاداتها لحكومة الجنرال برويز مشرّف، ولمّح نائب معارض إلى إمكان تنظيم مسيرة ضخمة تتجه الى البرلمان في إسلام آباد.