قتل 14 باكستانياً بتفجير جرار زراعي مفخخ، قاده انتحاري في منطقة هانغو جنوب مدينة بيشاور امس. واقتحم الانتحاري بجراره مصلّى للشيعة، ملحقاً بمستشفى قيد التشييد في بلدة قلعة باس. وقال مسؤولون إن ثلاثة من رجال الشرطة بين القتلى، فيما جرح 16 شخصاً. ويأتي الهجوم بعد سلسلة اشتباكات وأعمال عنف طائفية في المنطقة، كما يأتي بعد تحذير وزير الداخلية الباكستاني رحمن ملك من عنف يستهدف مواكب ذكرى عاشوراء، في ظل تهديد جماعات متطرفة في منطقة أوركزي بإنهاء هدنة ابرمت باتفاق مع الجيش، اثر تشكيله ميليشيات قبلية لقتال «طالبان» في شمال وزيرستان. في غضون ذلك، شهدت باكستان تحركات لمنع عملية متوقعة للجيش في إقليم شمال وزيرستان، بعد ضغوط أميركية متزايدة في هذا الشأن. وتظاهر مئات من الباكستانيين، بينهم مواطنون تعرضت بيوتهم لأضرار نتيجة غارات طائرات أميركية من دون طيار. وتجمع المتظاهرون قرب مقر المحكمة العليا والبرلمان في إسلام آباد، مطالبين الحكومة بمنع تلك الطائرات من مواصلة غاراتها التي حصدت 2300 قتيل مدني، كما أفادت احصاءات لجنة حقوق الإنسان الباكستانية. وشارك في التظاهرة الأولى من نوعها، عشرات من المحامين وعسكريون متقاعدون ومدافعون عن حقوق الإنسان، إضافة إلى طلاب مدارس دينية تقدمهم إمام المسجد الأحمر في إسلام آباد، ملا عبد العزيز الذي أطلقته السلطات أخيراً. ورأى المتظاهرون ان وقف الضربات الأميركية في مناطق القبائل، سيقلل العنف والهجمات الانتحارية في المدن الباكستانية. كما طالبوا بمحاكمة مدير مكتب الاستخبارات الأميركية في إسلام آباد ل»صلته بعمليات القصف الأميركية». واعتبر مراقبون هذا الطلب بمثابة رد على طلب محكمة أميركية مثول مدير الاستخبارات الباكستانية الجنرال شجاع باشا أمامها، بتهمة التورط بتفجيرات مومباي قبل سنتين. في الوقت ذاته، قتل اربعة متشددين بصواريخ اطلقتها طائرة اميركية من دون طيار في شمال وزيرستان، حيث تستهدف وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي) عناصر «القاعدة» و «طالبان» في شكل شبه يومي. وافادت مصادر عسكرية بأن الطائرة هاجمت سيارة ومنزلاً كان يستخدمهما متشددون في منطقة خدار كيل، ما اسفر عن تدميرهما ولم تعرف هوية القتلى. وفي واشنطن، اعلن ناطق باسم وزارة الدفاع ان الولاياتالمتحدة ستعلن في نهاية الاسبوع المقبل تقويمها للاستراتيجية في افغانستان. وقال الكولونيل ديفيد لابان ان التقرير السنوي الذي امر الرئيس باراك اوباما باعداده قبل عام، خلال اعلانه ارسال ثلاثين الف جندي اضافي الى افغانستان، «سيتم نشره على الارجح مع نهاية الاسبوع المقبل، لكن البيت الابيض لم يعلن حتى الان موعدا محددا». وسيعرض هذا التقرير التقدم الذي احرزته القوات الحليفة في افغانستان والذي يرتبط به بدء انسحاب القوات في صيف 2011. لكن حجم هذا الانسحاب لا يزال مجهولا. وتوافقت الولاياتالمتحدة ودول الحلف الاطلسي على تسليم المهمات القتالية في افغانستان للقوات الافغانية مع نهاية 2014. وفي نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، تحدث تقرير للبنتاغون عن تقدم «محدود» و»متفاوت» في عملية التصدي لمتمردي «طالبان»، الامر الذي يتناقض مع التفاؤل الذي ابداه اخيرا المسؤولون الاميركيون.