أعلنت الخرطوم أمس أن الاتصالات مع متمردي دارفور"قطعت شوطاً بعيداً"، وأنها في صدد عقد محادثات معهم"خلال أسابيع". لكنها رفضت اتهامات تضمنها تقرير للأمم المتحدة قال إنها دعمت غارات شنتها ميليشيا"الجنجاويد"في الإقليم. واعتبرت أن"هذه التقارير تحوي كمية ضخمة من الأكاذيب وتفتقر إلى الصدقية". ووجه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان يان برونك انتقادات حادة إلى الخرطوم، مؤكداً استمرار غارات"الجنجاويد"على المدنيين في دارفور، قبل أيام من عودته إلى العاصمة السودانية لتسليم مهماته إلى خلفه الإثيوبي تاي زيرهون. وأكدت الحكومة أمس ان اتفاق السلام الذي وقعته مع متمردي"جبهة الشرق"الشهر الماضي في أسمرا دخل حيز التنفيذ بفتح الحدود مع اريتريا ورفع حال الطوارئ في الولاياتالشرقية الثلاث. وقال الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل نائب الرئيس السوداني خلال مداولات البرلمان في شأن اتفاق الشرق، إن"العلاقات مع ارتيريا لن تكون على حساب العلاقات مع اثيوبيا"، مؤكداً"أهمية ان تقوم العلاقات مع دول الجوار على الانفتاح والانفراج". وأعلن أن الاتصالات بين الحكومة والحركات المتمردة الرافضة لاتفاق أبوجا للسلام في دارفور"قطعت شوطاً بعيداً، وهي الآن في طور التقنين لوضع النقاط على الحروف". وعن موعد بدء المفاوضات مع هذه الحركات، قال اسماعيل:"من السابق لأوانه أن نتحدث عن موعدها. وقطعاً عندما نتحدث عن ذلك، فنحن لا نتحدث عن شهور، بل ربما نتحدث عن أيام أو أسابيع لأن الوقت ليس في مصلحتنا". وأضاف:"نحن نسابق الزمن لإحداث تغيير حقيقي في دارفور، وهذا يحتاج إلى اتفاق مع رافضي اتفاق أبوجا حتى ينضموا إلى مسيرة السلام". وأشار إلى أن"الاتصالات تشمل القادة الميدانيين في الجماعات المتمردة المسلحة للوصول معهم إلى اتفاق خلال الأسابيع المقبلة". وتوقع أن"تتبلور هذه الجهود في شكل مشروع شامل يهدف إلى عودة الامور إلى نصابها في دارفور وقطع الطريق أمام التدخل الاجنبي". وأشار إلى أن"الجهود تتركز الآن على الاتصالات مع رافضي اتفاق السلام ضمن عدد من المحاور الأخرى التي تتمثل فى الاتصال بالمجتمع الدولى ممثلاً في الاممالمتحدةوالولاياتالمتحدة، والتعامل مع بعض الأطروحات التي تأتي مع بعض القادة الأفارقة في إطار المحور الأفريقي". إلى ذلك، رفضت الخرطوم تقرير الأممالمتحدة الذي اتهمها بدعم الغارات التي شنتها ميليشيا"الجنجاويد"في دارفور وأسقطت 60 قتيلاً، بينهم 27 طفلاً. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية السفير علي الصادق:"هذه التقارير تحوي كمية ضخمة من الأكاذيب وتفتقر إلى الصدقية". وأضاف أن"مثل هذه التقارير التي تنشرها وسائل الإعلام الغربية عادة ما تكون خاطئة ومبنية على معلومات غير موثوقة". ميدانياً، استمرت الاشتباكات بين النازحين في مخيم"كلمة"في دارفور قبل زيارة كبير مساعدي الرئيس رئيس السلطة الانتقالية في الاقليم مني أركو مناوي. وعُلم أن 18 شخصاً جرحوا في الاشتباكات بين مؤيدي مناوي وخصومه، فيما اعلنت الأممالمتحدة ان"ميليشيات عربية من الجنجاويد"شنت غارة على أحد المخيمات أمس. وأشارت إلى أن"18 من المسلحين العرب هاجموا مدنيين قرب مخيم كلمة وقتلوا أحدهم".