احتل العراق، وفقاً للمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي 2006 المرتبة الاولى بين أربعين دولة بالنسبة الى عدد طالبي اللجوء السياسي في الدول الاوروبية حيث بلغ عدد العراقيين خلال الفترة المذكورة 8200 لاجئ. وبسبب الأوضاع الامنية السيئة التي يعيشها العراقيون في خمس عشرة محافظة عدا عن محافظات اقليم كردستان اربيل والسليمانية ودهوك زادت متاعب العراقيين وأرتفع جدار العزلة بين القوميات والأديان والمذاهب والأطياف كما لم يحدث سابقاً. وفضّل الكثير من العراقيين مغادرة البلد والهجرة الى بلدان يتلمسون فيها أمنهم المفقود ويشعرون بأنسانيتهم المهدورة. هجرة الداخل وقدرت المفوضية العليا للاجئين عدد النازحين داخل العراق الهجرة من المحافظات الساخنة الى الأكثر أمناً بنحو 1.5 مليون شخص، وأكدت أن أكثر من 365 ألف عراقي أجبروا خلال 2006 على مغادرة منازلهم. وأوضحت احصاءات صدرت أخيراً عن وزارة الهجرة والمهجرين العراقيين ان عدد العائلات العراقية النازحة"قسراً"أزداد ليصل الى 53788 عائلة، بينما بدت المنظمة الدولية للهجرة قلقة جداً من العدد المتزايد للنزوح داخل العراق الذي ارتفعت وتيرته بسبب العنف الطائفي بعد تفجير مرقد الامامين الشيعيين في سامراء. وأكدت أن عدد العائلات النازحة يزيد كثيراً عما ذهبت اليه احصائية وزارة الهجرة والمهجرين. وأشارت المفوضية الى أن امواج العراقيين النازحة داخل العراق تتصاعد يومياً وبمعدل 50 الف شخص شهرياً. وتلجأ غالبية النازحين الى المدن الأكثر هدوءاً وأمناً او تلك التي تتحكم في اداراتها الأحزاب القوية المشاركة في الحكم، ويعد أهالي الموصل وبغداد الاكثر نزوحاً حيث يلجأ القسم الأعظم من الموصليين الى محافظات إقليم كردستان بينما يتوجه الكثير من اهالي بغداد الشيعة الى المحافظات ذات الغالبية الشيعية والتي تتمتع بهدوء نسبي مثل النجف وكربلاء والسنة الى المحافظات ذات الغالبية السنية بينما يتوجه مسيحيو بغداد الى مناطق سهل نينوى وكردستان الامر الذي يعني حدوث فرز طائفي على أساس مناطقي دوافعه بالنسبة الى العراقيين لا تتعدى الحفاظ على حياتهم وأمنهم بينما، قد تستغل بعض الجهات والأطراف الحزبية عملية النزوح برمتها في تحقيق مآربها الحزبية والوصول الى الأهداف المرسومة لها. الهجرة الى الجوار اما الهجرة الى الخارج، فمن لم يسعفه الحظ في اللجوء الى احدى الدول الأوروبية أسرع خطاه الى دول الجوار وبخاصة الاردن وسورية اللتين يعيش فيهما قرابة المليون عراقي ،هذا بالاضافة الى آلاف توجهوا الى مصر ولبنان وتركيا ودول الخليج. ولا يتوقف هرب العائلات العراقية عند هذا الحد فالكثير منها يسعى الى التسجيل في سفارات الدولة الأوروبية الموجودة في تلك البلدان بغرض الفوز بفرص حياة أفضل. ومن بين قرابة نصف مليون عراقي يعيشون في سورية هناك 35 ألف عراقي مسيحي رحلوا عن العراق خوفاً من أعمال القتل على الهوية، وتتوزع غالبية العراقيين في مناطق مثل جرمانا ومساكن برزا وصيدنايا والسيدة زينب. وتؤكد المفوضية العليا للاجئين أن ما معدله ألفا عراقي يعبرون يومياً الحدود العراقية - السورية. وأوضحت صحيفتا"داغنس نيهيتر"و"مترو"السويديتان المستقلتان والواسعتا الانتشار في تقرير نشرتاه عن اللاجئين العراقيين قبل أيام"تزايد طلبات اللجوء المقدمة من العراقيين في السويد"، وأكدتا أن"ثمانية من عشرة منهم يحصلون على حق الاقامة". وأشارت الصحيفتان الى وجود عشرات آلاف من اللاجئين العراقيين في السويد التي تستقبل 30 لاجئاً عراقياً في الأسبوع بسبب"العنف المتصاعد في العراق واليأس من أستقرار الاوضاع الأمنية".وأوضحتا أن عدد اللاجئين خلال الشهر الماضي وصل الى ثلاثة اضعافه خلال الأشهر الأولى من هذا العام. وتشير تقارير المفوضية العليا للاجئين الى تصاعد اعداد اللاجئين العراقيين على ابواب سفارات الدول المجاروة لهم، طالبين العون بما يحفظ حياتهم ويصون كرامتهم، لكنها أوضحت أن"قوانين اللجوء لا تمنح السفارات صلاحية البت في تلك الطلبات، بل تتسلم طلبات بعض العراقيين الذين لهم اقارب من الدرجة الاولى في هذه الدول وترسلها الى دوائر الهجرة للبت فيها". وأشارت معلومات صحافية الى أن السفارة السويدية في سورية سجلت في الفترة الاخيرة تصاعداً كبيراً في عدد الطلبات المقدمة من العراقيين. وذكرت أن مسؤول قسم الهجرة في السفارة لييف ايريكسون توقع"استمرار تزايد اعداد طلبات اللجوء في السفارة السويدية في سورية بسبب نفاد الاموال المدخرة".پپازدياد الهجرة بعد سقوط النظام العراقيپوازدادت هجرة العراقيين بعد سقوط النظام العراقي السابق. كما تم استخدام جوازات سفر جديدة. علماً ان جواز السفر من نوع اس الذي أعترف به عام 2004 من السهل تزويره، كما يعتبر جوازاً سيئاً جداً بحسب مختبر الدولة السويدية الجنائي وتختلف خصائصه ونوعيته ومن الصعب تمييز الاصلي من المزيف.وأشارت معلومات سويدية الى أن اكثرية اللاجيئن ظهروا في شكل مفاجئ ما يعني"أنهم دخلوا المنطقة بواسطة تأشيرات شنغن الى دول مجاورة ومنها الى السويد". وأضافت المعلومات الى ان"اكثرية القادمين الى السويد لهم اصدقاء وأقارب هنا"والى أن قانون اللجوء الموقت، قانون موقت أصدره البرلمان السويدي أواخر العام المنصرم منح الإقامة لنحو 5000 لاجئ ممن امضوا فترة طويلة في السويد. ويقول المتخصص بالوثائق في دائرة الهجرة فريد فورشباري انه"موضوع سياسي وهو ما يجعل السلطة العراقية موضع تساؤل". وترفض بريطانيا اعتباراً من الاول من تشرين الثاني نوفمبر الجاري القبول بجواز السفر من نوع اس كما ستتبع المانيا الاجراء نفسه.ويبين فورشباري أنه"لا بد لدول الاتحاد الاوروبي من أن يكون لها رأي موحد في الموضوع".