كشف تقرير أميركي أن"التمرد"في العراق ما زال قوياً، ويملك القدرة على أن يتعزز في المستقبل، ما يتناقض مع تأكيد الادارة الأميركية أن قوات التحالف حققت تقدماً في مكافحة"المتمردين". وأوضح تقرير أعده محللان في"معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط"أن العراق يمرّ"في مرحلة حاسمة"ستستمر بين ستة وتسعة أشهر. وأعرب المحلل جيفري وايت لصحافيين عن اعتقاده"بأننا سنعرف على الأرجح بعد هذه المرحلة الحاسمة ما اذا كانت القوات الأميركية نجحت أو فشلت". وأكد التقرير عدم ظهور أي مؤشرات في الشهور ال32 الماضية بعد الغزو الأميركي للعراق، الى ضعف حركة"التمرد"التي تضم وطنيين وأعضاء سابقين في نظام الرئيس المخلوع صدام حسين ومقاتلين إسلاميين. وأضاف:"مع أن آلاف المتمردين قُتلوا وعشرات الآلاف من العراقيين معتقلين، تعزز المعلومات حول الحوادث والخسائر الشعور بأن التمرد لم يكن يوماً متيناً وقاتلاً كما هو حالياً". وفي المقابل، رأى هذان المحللان أن حركة التمرد لم تنجح في الاستفادة سوى من قسم صغير من الأقلية السنية التي تشعر بالاستياء. وأضاف:"اذا نجحت حركة التمرد في إستخدام قدرات لم تُستغل، فتتمكن من زيادة قدراتها العسكرية الى حد كبير". وأعد التقرير وايت الذي عمل 34 عاماً مع الاستخبارات العسكرية الأميركية ومايكل ايسنشتات الذي كان محللاً في سلاح البرّ الأميركي. وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة"نيويورك تايمز"عن مسؤولين أميركيين وعراقيين أن أهم حقيقة عن"التمرد"تكمن في توزعه على عشرات الفصائل قد يصل عددها الى المئة، وليس جماعات قليلة. وقال هؤلاء المسؤولون إن"التمرد"ليس جماعة منصهرة، كما يُتصور، يتلقى أعضاؤها أوامر من فوق، إنما مجموعة واسعة ومتنوعة من الجماعات الصغيرة. ويرى مسؤولون أميركيون وعراقيون أن جماعات ظاهرة مثل"القاعدة"و"أنصار السنة"و"جيش الطائفة المنصورة"تلعب دور الواجهة وتؤمن أموالاً والتوجيه العام والخبرات لجماعات صغيرة، لكنها تتبنى غالباً عملياتها في بيانات تبث في أنحاء العالم. ونقلت الصحيفة عن وزير الأمن القومي العراقي عبد الكريم العنيزي أن"القادة لا علاقة لهم بالتفاصيل بل يُعطون الجماعات الأصغر أهدافاً أو نوعاً من الأهداف. وهذه الجماعات ليست مرتبطة ببعضها بعضاً وليست منظمة". ويتفق مسؤولون أميركيون وعراقيون على التركيبة الأساسية للتمرد العراقي:"إنه أفقي منتشر وليس تراتبياً أو موحداً". ويرون أن هذه الصفة المركزية"للتمرد"والمماثلة للتنظيمات الارهابية في أوروبا وآسيا، هي ما يجعل تدميره أمراً صعباً للغاية.