شهدت العاصمة الاردنيةعمان امس حركة ديبلوماسية نشطة ولقاءات بين العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومسؤولين عراقين آخرين، ستتوج اليوم بلقاء بين الرئيس الاميركي جورج بوش والمالكي. وعبر العاهل الاردني عن قلقه من تصاعد اعمال العنف في العراق مؤكدا اهمية وقوف المجتمع الدولي ونجاح المصالحة التي تحتم وجود وفاق بين ابناء الشعب العراقي حول مستقبل العراق بمشاركة القوى العراقية كافة. وأوضح ان لا سبيل الى انهاء الوضع المتدهور في العراق الا من خلال العملية السياسية ونجاح جهود المصالحة الوطنية. واعرب الملك عبدالله عن امله في ان يفضي لقاء المالكي مع بوش الى آلية واضحة لوضع حد للتدهور الامني في العراق ومساعدة قوات الشرطة على الامساك بزمام الامور هناك. واوضح ان"نجاح حكومة المالكي في سيطرتها على العنف في العراق، يشكل اولوية يعمل الأردن من اجل تحقيقها". ودعا جميع مكونات الشعب العراقي الى"توحيد الصفوف اكثر من اي وقت مضى وإلى نبذ الخلافات للتغلب على المحاولات الهادفة لاذكاء نار الفرقة وزرع الخلاف بينهم". وأعرب للمالكي عن"قلق الاردن من تصاعد وتيرة العنف في العراق"، وقال"لا سبيل لانهاء الوضع المتدهور في العراق الا من خلال العملية السياسية ونجاح جهود المصالحة الوطنية التي تحتم وجود وفاق بين أبناء الشعب العراقي حول مستقبل العراق الذي يجب ان يضمن مشاركة كل القوى العراقية في رسم ملامحه وبنائه". واكد اهمية"وقوف المجتمع الدولي والعالم العربي والاسلامي أكثر من أي وقت مضى الى جانب الشعب العراقي لتجاوز الظروف الصعبة التي يواجهها". كما اكد"دعم الاردن وتأييده للعملية السياسية التي تقودها الحكومة الحالية في العراق"، وقال ان"الأردن مستمر ببذل الجهود على مختلف الصعد العربية والدولية لتدارك ما يجري في العراق ونزع فتيل الاقتتال". وشدد الملك عبدالله الثاني على"المسؤولية الملقاة على عاتق علماء الأمة شيعتهم وسنتهم وضرورة اتخاذهم موقفا موحدا يحرم سفك دماء المسلمين". من جانبه عبر المالكي عن شكره لاستضافة الاردن اللقاء، شارحا للعاهل الاردني الاوضاع في العراق، وقال:"قطعنا شوطا كبيرا في بناء الديموقراطية ولا مجال للعودة عنها". واضاف ان"القيادتين العراقية والاميركية تعولان كثيرا على اللقاء المنتظر اليوم من اجل تدارك الوضع الامني الخطير وعدم اتساع رقعته". وفي اطار التحضيرات لوصول بوش التقى العاهل الاردني امس رئيس"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"في العراق عبد العزيز الحكيم محذرا من خطورة الاقتتال الطائفي في العراق مشيرا الى استعداده للمساعدة في الجهود الرامية لاخراج العراق من دوامة العنف وعودته للعب دوره الفاعل والحيوي في المنطقة. ووعد بالعمل مع الدول العربية لتكثيف المساعي لمساعدة العراق وشعبه على المضي قدما في حث جميع مكونات الشعب العراقي على المشاركة في العملية السياسية. ومن جانبه اكد الحكيم عن اعتزازه بالدور الاردني الايجابي من اجل مساعدة العراق الديموقراطي، مؤكدا ان العملية السياسية في العراق نتاج رغبة الملايين من ابناء الشعب العراقي. وقال الحكيم"لا عودة بالعراق الى الوراء ونحن نتطلع الى دعم العالم العربي والوقوف الى جانب شعبه". واعتبر الحكيم انه"ليس من مصلحة العرب ان يبتعدوا عن العراق، بل عليهم ان يتفهموا طبيعة الظروف التي يمر بها". واكد انه" يفخر بعروبة العراق وان الحرب الطائفية سيكون الخاسر الاكبر فيها اخواننا السنة". ومن المقرر ان يعقد بوش والمالكي مؤتمرا صحافيا مشتركا بعد اجتماعهما. وقبيل وصول الرئيس الاميركي انطلقت ثلاث مسيرات سلمية تندد بقدومه وتستنكر السياسة الاميركية في المنطقة، انطلقت اولاها من حرم الجامعة الاردنية الى الشارع العام بمرافقة قوات الامن وشارك فيها المئات من الطلاب، فيما عبرت الاحزاب الوسطية عن احتجاجها على الزيارة بالاعتصام امام مبنى مجلس النواب. وكانت التظاهرة الاهم هي التي نظمتها احزاب المعارضة والنقابات المهنية بترخيص رسمي من وزارة الداخلية وسار فيها نحو الف شخص من ساحة مجمع النقابات الى مبنى رئاسة الوزراء يتقدمهم قادة الاحزاب الاسلامية والقومية واليسارية ورؤساء النقابات، رافعين الاعلام الاردنية والشعارات الرافضة لزيارة بوش وصور الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وأحرق المتظاهرون الغاضبون امام مبنى الحكومة دمية تمثل الرئيس بوش والعلمين الاميركي والاسرائيلي.