أعلنت إيران إطلاقها صواريخ باليستية من طراز"شهاب -3"في مستهل مناوراتها في مياه الخليج، في تحد للضغوط التي تتعرض لها في أزمتها النووية مع الغرب. تزامن ذلك مع تشكيك موسكو في قدرة طهران على تطوير صواريخ عابرة للقارات. وبثت قناة"العالم"التلفزيونية الإيرانية ان"صواريخ من طراز شهاب مجهزة بشحنات انشطارية ويبلغ مداها ألفي كلم، أطلقت في الصحراء الواقعة في ضواحي مدينة قم". كذلك بث التلفزيون الرسمي الإيراني أن المناورات التي يجريها"الحرس الثوري"وتستمر عشرة أيام تخللها إطلاق صواريخ مختلفة من بينها"شهاب - 2". ورأى محللون ان هذه المناورات التي أطلق عليها اسم"الرسول الأعظم"تشكل تحذيراً مبطناً من قدرة إيران على تعطيل الملاحة البحرية اذا تعرضت لعقوبات بسبب برنامجها النووي. وجاءت المناورات الايرانية غداة تلك التي أجرتها البحرية الأميركية في الخليج بمشاركة قطع من 25 دولة، في إطار تمارين على اعتراض شحنات من مكونات أسلحة الدمار الشامل. ويتوقع ان تجرى المناورات في 14 محافظة إيرانية، خصوصاً تلك المطلة على الخليج وبحر عمان، في وقت لا تستبعد الإدارة الأميركية الخيار العسكري لوقف البرنامج النووي الإيراني، علماً أنها أعلنت تفضيلها الحل الديبلوماسي للتوصل الى ذلك. في موسكو، أكد رئيس أركان القوات المسلحة الروسية الجنرال يوري باليوفسكي ان طهران لا تمتلك التقنيات اللازمة لتطوير صواريخ عابرة للقارات يصل مداها الى خمسة آلاف كيلومتر. وقال:"لو عملت إيران على تطوير صواريخ عابرة، لكانت وكالات الاستخبارات العالمية راقبتها عن كثب"، مشيراً الى ان تلك النشاطات محظورة دولياً، إضافة الى ان طهران التزمت بقوانين منع الانتشار. وأضاف الجنرال الروسي:"استناداً الى العوامل التي ذكرتها فان المجتمع الدولي لديه الزخم الكافي لضبط الوضع العالمي المتعلق بتطوير صواريخ أو أسلحة نووية". وركز على الدور الذي تقوم به الوكالة الدولية للطاقة الذرية كإحدى آليات المراقبة القوية. وفي باريس، اعتبرت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال آليو - ماري ان اطلاق ايران الخميس صواريخ من طراز"شهاب - 3"للمرة الاولى خلال مناوراتها الاخيرة، أمر"مثير للقلق"، وقالت للصحافيين على هامش توقيع الاتفاقية بين وزارتها والشركة الفرنسية للسكك الحديد"المهم بالنسبة الى الاسلحة التقليدية او النووية، هو مداها". وتابعت:"هذا الامر مقلق عندما يصدر عن بلد يمكن ان يثير شكوكا حيال رغبته في احترام الاتفاقات الدولية".