أعلنت إيران أنها أطلقت 14 صاروخاً خلال مناورات أمس، مشيرة الى أنها ستمتنع عن إنتاج صواريخ يتعدى مداها ألفي كيلومتر، إذ أن ما تملكه الآن يطاول إسرائيل والقواعد العسكرية الأميركية في المنطقة. وعلّق الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية يغال بالمور مندداً، وقال: «هذا التبجّح الإيراني يُظهر مجدداً السياسات العدائية للنظام» في طهران. ورأى أن «هذا التهديد المتجدّد يوضح لماذا تُشكّل إيران التهديد الرقم واحد للمنطقة وما يتعداها». وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بأن مناورات «الرسول الأعظم-6» شهدت إطلاق 14 صاروخاً في آن على هدف واحد، موضحة أنها شملت 9 صواريخ من طراز «زلزال» الذي يبلغ مداه 400 كيلومتر، وصاروخين من طراز «شهاب-1» وصاروخين من طراز «شهاب-2» (300 الى 500 كيلومتر)، إضافة الى صاروخ مطوّر من طراز «شهاب-3». وأشار قائد وحدة الطيران والفضاء في «الحرس الثوري» الجنرال أمير علي حاجي زادة إلى أن صاروخي «سجيل» و «شهاب-3» يبلغ مداهما ألفي كيلومتر، ما يجعلهما يطاولان إسرائيل والقواعد الأميركية في الخليج وأجزاء من جنوب شرقي أوروبا وشرقها. وقال: «إسرائيل لا تبعد عنا أكثر من 1200 كيلومتر، ونحن قادرون على استهدافها من قواعدنا في مدينتي سمنان ودامغان. والولاياتالمتحدة أيضاً سهّلت المهمة علينا، إذ تقع قواعدها العسكرية على بعد 130 و200 و250 و700 أو 800 كلم من أراضينا، ونحن قادرون على استهداف كل قواعدها في المنطقة». واستدرك: «عدوّانا في العالم هما الولاياتالمتحدة وإسرائيل، ولا نشعر بتهديد من بلد آخر، لذلك صنعنا صواريخ تطاول إسرائيل والقواعد الأميركية في المنطقة، ولا حاجة لزيادة مداها. هذا لا يعني أننا لا نملك تكنولوجيا لصنع صواريخ يتجاوز مداها ألفي كلم، لكننا لا نحتاجها ولا نحاول صنعها». وشدد على ان الصواريخ الإيرانية «لا تهدد الدول الأوروبية». وتنفي طهران تقارير استخباراتية أجنبية، تتهمها بالسعي الى امتلاك القدرة على إنتاج صواريخ باليستية يبلغ مداها 6 آلاف كلم. الى ذلك، أكد حاجي زادة إسقاط «الحرس» قبل شهور طائرتين أميركيتين من دون طيار، «في المياه الدولية ولكن في المنطقة التي تقع تحت سيطرة إيران». وتابع: «طلب خبراء روس معاينة الطائرتين، فكشفناهما لهم وكذلك نماذج نسخها عنها الحرس الثوري». في الوقت ذاته، قال الجنرال حسين سلامي، نائب قائد «الحرس»: «أصابعنا ما زالت على الزناد، لكن عدد الزنادات زاد». واعتبر الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست أن القدرات العسكرية لبلاده ستفيد السلام والاستقرار في المنطقة، قائلاً: «لن نسمح لأحد بأن يطمع في أرضنا ومصالحنا. يبهجنا قلق الدول الغربية (من المناورات)، إذ أن امتناعها عن القلق يعني انها تسعى الى مصالحها في المنطقة من دون أي عائق». وحضّ موسكو على تنفيذ صفقة لتسليم طهران صواريخ من طراز «أس-300» المضادة للطائرات، مؤكداً انها «دفاعية وغير مشمولة بالعقوبات غير الشرعية» المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي. وندد مهمان برست بامتناع مطارات غربية عن تزويد طائرات ركاب إيرانية وقوداً، التزاماً بالعقوبات، معتبراً ذلك «غير إنساني وينتهك الأعراف الدولية». وتعهد «اتخاذ إجراءات لازمة»، معلناً أن «الشركات الإيرانية التي تكبدت خسائر نتيجة هذه الممارسات الأحادية، ستطلب تعويضات». على صعيد الوضع الداخلي، أعلن النائب محمد دهكان إرجاء مساءلة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، بعد توقيع مئة نائب عريضة حول «مخالفات» ارتكبتها حكومته، وذلك الى الشهر المقبل، حتى انتهاء العطلة الصيفية لمجلس الشورى (البرلمان). وحتى بعد انتهاء العطلة، تحتاج المساءلة الى موافقة 75 نائباً، خصوصاً أن هيئة رئاسة البرلمان اعتبرت ان عريضة مساءلة الرئيس «ليست في مصلحة البلاد» كما قال دهكان.