اكتسبت مبادرة الرئيس فلاديمير بوتين لفتح حوار مع"حركة المقاومة الاسلامية"حماس زخماً خاصاً بها عندما أعربت باريس عن تأييدها للموقف الروسي، في حين تجنبت واشنطن انتقادها قبل الحصول على مزيد من التوضيحات من موسكو. راجع ص5 وكان بوتين اعلن اول من امس في اسبانيا انه يعتزم دعوة قيادات"حماس"الى موسكو للبحث في مستقبل عملية السلام، مشيرا الى انه لا يعتبر ان"حماس حركة ارهابية". وأثارت هذه التصريحات عاصفة داخل روسيا طاولت مجلس الدوما البرلمان والمؤسسة العسكرية والاوساط اليهودية والاسلامية على السواء، وتراوحت بين دعوات الى الضغط على"حماس"للاعتراف باسرائيل، وبين ترحيب بمبادرة بوتين باعتبار انها تفتح آفاقاً أمام عملية السلام. من جانبها، دافعت وزارة الخارجية الروسية عن موقفها، مشيرة الى انها ستسعى الى اقناع الحركة بالتراجع عن مواقفها المتطرفة وبدء تحرك جدي لدفع عملية السلام، معتبرة ان المبادرة لا تخرج عن اطار القيام بخطوات عملية لتطبيق بنود اجتماعات الرباعية في لندن التي دعت"حماس"الى الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف ونزع سلاحها. اما وزير الدفاع سيرغي ايفانوف فاعتبر ان"اي محاولة لفرض عزلة على حماس ستعني تلقائياً محاولة لفرض عزلة على الشعب الفلسطيني كله"، مشيراً الى خطورة مثل هذه المواقف. وتابع:"سأخاطر بالتكهن بأن دولا معينة، بما في ذلك دول في الرباعية، ستؤيد إن عاجلاً او آجلاً اجراء اتصالات مع حماس". وسارعت باريس الى اللحاق بالموقف الروسي، وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية دونيه سيمونو ان فرنسا"تشارك روسيا هدف اعادة حماس الى مواقف تسمح بتحقيق هدف انشاء دولتين تتعايشان بسلام". واضاف انه"طالما بقينا في اطار المبادئ والأهداف التي حددناها في اجتماع الرباعية، فاننا نعتبر ان هذه المبادرة تسهم في تقدم مواقفنا". ورغم الجدل الساخن الذي اثير داخل روسيا وخارجها، خصوصاً في اسرائيل التي اعتبرت ما جرى"طعنة في الظهر"و"منحدراً زلقاً"سيقوّض فرص السلام وسيقلل من ضغوط المجتمع الدولي على"حماس"للاعتراف باسرائيل، الا انه بدا ان المبادرة الروسية دشنت تحركاً دولياً اكثر واقعية في التعاطي مع"حماس"التي فازت بالانتخابات التشريعية اخيرا، ويهدف الى توفير مخرج من المأزق الذي وجد المجتمع الدولي نفسه فيه بعد تهديده بقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية في حال شكلت"حماس"الحكومة المقبلة من دون الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف ونزع سلاحها. ويتساءل المراقبون عن الدولة التي ستحذو حذو موسكووباريس في بدء حوار مع"حماس"وفتح كوة في الحصار الدولي على الحركة تمهيداً للاعتراف بالواقع الجديد الذي باتت فيه الحركة تشكل جزءا اساسيا من المشهد السياسي الفلسطيني. من جانبه، اطلق رئيس المكتب السياسي ل"حماس"خالد مشعل من الدوحة تطمينات للأمة العربية مفادها ان"انتصار حماس كسب لها وليس، كما تصور اميركا واسرائيل، مأزقاً لها، ففوزنا قوة واضافة للأمة... التي نقف معها ونتشاور ونسالمها". ووجه في كلمة مرتجلة بعد صلاة الجمعة رسالة"باسم الفلسطينيين من الداخل والخارج"تدعو"الامة الى نصرتنا"على"الغرب الذي يحاربنا بالتجويع وبقطع المساعدات". الى ذلك، اعلنت منظمة مجهولة اف ب تطلق على نفسها اسم"كتيبة الاحرار"في بيان مسؤوليتها عن خطف الديبلوماسي المصري حسام الموصلي الخميس في غزة، مطالبة الحكومة المصرية"بالافراج عن المعتقلين الفلسطينيين في مدة اقصاها 48 ساعة".