أعلن الرئيس المنتخب لجمهورية الكونغو الديموقراطية جوزف كابيلا أنه رئيس كل الكونغوليين الذين دعاهم إلى "الأخوة والتسامح"، مؤكداً أن الحملة الانتخابية انتهت. وقال كابيلا في رسالة بثها التلفزيون الوطني:"من الطبيعي أن تعبر جميع الكونغوليات وجميع الكونغوليين عن آرائهم بطريقة مختلفة. وليطمئن الجميع، أياً كانوا، إلى أنني أريد أن أبقى رئيساً للجميع من دون أي تمييز"، مضيفاً:"بعد نشر النتائج الموقتة، من الواضح أن فترة الحملة الانتخابية التي تعتبر فترة تلهب الحماسة، انتهت". وأوضح:"لذلك، أطلب منكم أن تبقوا موحدين وأن تعيشوا في أخوة وتسامح"، داعياً الشعب إلى"الهدوء والانضباط". وأعلنت اللجنة الانتخابية المستقلة مساء أول من أمس فوز الرئيس المنتهية ولايته جوزف كابيلا في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 29 تشرين الأول أكتوبر، بحصوله على 58.5 في المئة من الأصوات. في المقابل رفض نائب الرئيس جان بيار بيمبا النتائج، وقال انه سيستخدم شتى الطرق القانونية للطعن بها. وستصدر محكمة القضاء العليا النتائج النهائية بعد النظر في نزاعات محتملة. وفي انتظار ذلك، دعا كابيلا الشعب إلى"الهدوء والانضباط لإقناع العالم بأن جمهورية الكونغو الديموقراطية تسلك طريق الديموقراطية في الوقت الراهن". وتخللت الدورة الثانية من الانتخابات النيابية حوادث دامية بين أنصار المرشحين. وشكلت النتائج، كما في الدورة الأولى، انقساماً بين شرق البلاد الذي أيد كابيلا، وغربها الذي أيد نائب الرئيس جان بيار بيمبا. هدوء في كينشاسا وخيم الهدوء على كينشاسا أمس. وقال الناطق باسم القوة الأوروبية يوفور اللفتنانت كولونيل تييري فوسالبا:"الوضع هادئ. نسيّر دوريات في المدينة ولم نتبلغ منها حصول أي حادث حتى الآن". ودعا تحالف الغالبية الرئاسية الذي شكل القاعدة الانتخابية الأساسية للرئيس كابيلا، إلى"الوحدة والمصالحة". أما معسكر نائب الرئيس جان بيار بيمبا، فنفى إثارة أي"اضطرابات"في البلاد غداة فوز كابيلا. أمام ذلك، دعا البرلمان الأفريقي سكان جمهورية الكونغو الديموقراطية إلى قبول نتائج الانتخابات. وقالت جيرترود مونغيلا تنزانيا رئيسة البرلمان الأفريقي"إن غالبية مشاكل أفريقيا مرتبطة بعدم قبول النتائج. إننا نتوقع من شعب جمهورية الكونغو الديموقراطية أن يوافق على النتائج". وفي بروكسيل، هنأ المفوض الأوروبي لشؤون التنمية لوي ميشال الرئيس جوزف كابيلا ونائب الرئيس جان بيار بيمبا. وقال:"أريد فعلاً تهنئة المرشحين اللذين قادا هذه الحملة: الرئيس الفائز، أريد أن أهنئه، وأنما أيضاً المرشح الآخر الذي حقق نتيجة كبيرة أيضاً". أنان في غضون ذلك، هنأت مهمة الأممالمتحدة"الكونغوليين على تصويتهم بسلام ودعتهم إلى الحفاظ على الهدوء في انتظار النتائج النهائية"التي ستعلنها محكمة القضاء العليا بعد النظر في طعون محتملة. وحض الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الشعب الكونغولي على قبول النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية"بهدوء وبمسؤولية"وتجنب اللجوء إلى العنف. ورحب أنان بالسلوك الإيجابي لإدارة الجولة الثانية من الانتخابات، وحض الكونغوليين على"تجنب البيانات التي قد تهدد الاكتمال السلمي للانتخابات". وستتركز الأنظار على الرئيس الشاب 35 سنة عندما يعلن عن تشكيلته الوزارية. وينبه محللون إلى أن عليه أن يتأكد من أن حكومته المقبلة ستدعم الوحدة الوطنية بضم أعضاء من أنحاء البلاد، لا سيما من الشرق الذي تحاصره الأزمات. ويبقى من غير الواضح ما إذا كان كابيلا سيقدم على هذه المبادرة وإذا كانت ردود الفعل ستكون مروعة إذا فشل في ذلك. وبينما وافق بيمبا على دحض نتائج الانتخابات من خلال الوسائل القانونية إذا اختار التشكيك فيها، فليس ثمة اتفاق رسمي على أي حكومة وحدة وطنية. وامتزجت العملية الانتخابية التي بدأت في تموز يوليو بالعنف، وأودت معارك بالرصاص في كينشاسا ومناوشات في أماكن أخرى بحياة 25 شخصاً على الأقل. ولا تزال البلاد عرضة لمزيد من الاضطرابات بين أنصار المرشحين.