دانت الرئاسة الفلسطينية مساء امس استخدام الولاياتالمتحدة الفيتو النقض لمنع مجلس الامن من تبني مشروع قرار تقدمت به الدول العربية يدين اسرائيل لارتكابها مجزرة بيت حانون ويدعو الى"وقف فوري لجميع اعمال العنف بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني". وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة:"ندين هذا القرار الذي يشجع اسرائيل على مواصلة عدوانها على شعبنا الفلسطيني". وكان السفير الاميركي في الاممالمتحدة جون بولتون وصف امس نص القرار بانه"غير متوازن"و"متحيز ضد اسرائيل ووراءه دوافع سياسية". وصوت مندوبو 10 دول من اعضاء المجلس ال 15 لمصلحة القرار فيما امتنع اربعة عن التصويت. وجاء هذا الموقف الاميركي عشية الاجتماع الطارىء لمجلس الجامعة العربية في القاهرة اليوم، والذي من المقرر ان يقدم الوفد الفلسطيني اليه مشروع قرار يتضمن مطالبة الأممالمتحدة بتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية في المذابح الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وآخرها مذبحة بيت حانون. كما جاء بعد ساعات على اعلان الرئيس محمود عباس امس في كلمة له في ذكرى مرور عامين على رحيل الرئيس ياسر عرفات توقعه تشكيل حكومة وحدة وطنية قبل نهاية الشهر الجاري. راجع ص 6 و 7. وبرر السفير الاميركي لدى الاممالمتحدة استخامه الفيتو بان مشروع القرار العربي"غير متوازن... اذ يوازي بين العمليات الإسرائيلية العسكرية، وهي قانونية، باطلاق الصواريخ إلى إسرائيل لاستهداف المدنيين وهذه أعمال إرهابية". واعتبر ان"وعد اتخاذ اجراءات لحماية المدنيين، كما جاء في المشروع، وعد غير حكيم وغير ضروري"، لأن المشروع"لم يذكر ولو مرة واحدة"ولم يدن"قول قيادة حماس انه يجب على الفلسطينيين متابعة أعمال الإرهاب على نطاق واسع". وقال ان"الشعب الفلسطيني يستحق قيادة مستعدة لإدانة الارهاب والقبول بمبادئ الرباعية ليصبح شريكا شرعيا في السلام. وان الولاياتالمتحدة ملتزمة دعم حل تم التفاوض عليه بين اسرائيل والفلسطينيين". من جهته، اعتبر سفير قطر ناصر الناصر العضو العربي الوحيد في المجلس ان"عجز المجلس عن التدخل للقيام بواجبه تجاه الوضع المتدهور في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة لن يفاقم الصراع ويطيل أمده فحسب، بل سينجم عنه تشكيك بصدقية مجلس الأمن في تنفيذ أحكام القانون الدولي"، واصفاً القرار ب"المتوازن". وأعرب مندوب فلسطين رياض منصور عن"خيبة أمل فلسطينية"، وقال:"ان المجلس أعطى اليوم رسالتين خاطئتين. فلإسرائيل بعثتم رسالة انه يمكنهم الاستمرار بتصرفهم الحالي نحو القانون الدولي وقلتم للشعب الفلسطيني ان العدالة لن تطبق بالطريقة المناسبة حين يأتي الأمر لقضاياه". وفي رام الله اعلن الرئيس عباس امس:"لقد حققنا تقدماً كبيراً على طريق تشكيل حكومة وحدة وطنية، تستطيع فك الحصار، وتفتح الآفاق نحو حل سياسي يُنهي الاحتلال إلى الأبد، وأتوقع - بإذن الله - أن ترى هذه الحكومة النور قبل نهاية هذا الشهر". وقال ان"على إسرائيل إن كانت تريد السلام أن تُطبق قرارات الشرعية الدولية وتنسحب من الأراضي الفلسطينية والعربية إلى خط الرابع من حزيران يونيو عام 1967". وجدد رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية امس تأكيده استعداده التنازل عن منصبه كرئيس للحكومة اذا كان هذا هو الثمن الذي سيدفعه في مقابل رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، وقال في كلمة له في ذكرى رحيل عرفات:"اذا كانت رئاسة الوزراء مشكلة عند الاميركيين والاوروبيين وغيرهم فلنتحرك جانباً ثم تمضي السفينة". وعلمت"الحياة"ان الوفد الفلسطيني الى المؤتمر الطارئ لمجلس الجامعة العربية الذي يعقد اليوم لمناقشة الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية سيطرح مشروع قرار على المجلس يتضمن مطالبة الأممالمتحدة بتشكيل لجنة تقصي حقائق في المذابح الإسرائيلية وآخرها مذبحة بيت حانون، ومطالبة اللجنة الدولية المعنية بحقوق الإنسان بإرسال وفد للتحقيق في الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الاحتلال. ويدعو المشروع الى تشكيل لجنة من القضاة الدوليين وشخصيات معروفة محايدة للتحقيق في جرائم إسرائيل في حال عدم تشكيل لجنة من مجلس الأمن، كما يدعو سويسرا إلى العمل على تفعيل اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 الخاصة بحماية المدنيين وقت النزاع. ويتوجه الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى غداً الاثنين إلى تركيا حيث يلتقى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ويعرض عليه نتائج اجتماع وزراء الخارجية.