أعلنت رئيسة جهاز الاستخبارات الداخلية في بريطانيا إليزا مانينغهام بولر أمس، أن مسلمين متطرفين يخططون لتنفيذ 30 مؤامرة إرهابية في بريطانيا، وأن حوالى 1600 شخص يخضعون للمراقبة حالياً للاشتباه بانتمائهم إلى 200 شبكة إرهابية. وأكدت رئيسة جهاز"أم أي أس"في خطاب ألقته أمام أكاديميين وصحافيين ومسؤولين في جامعة"الملكة ماري"شرق لندن، علماً انه يندر أن تتحدث في مناسبات عامة بسبب السرية التي تحيط بعمل الجهاز، أن معظم الذين ينخرطون في المؤامرات ولدوا في بريطانيا ويرتبطون بتنظيم"القاعدة"، وقالت:"نعلم بوجود مؤامرات عدة لقتل الناس وتدمير اقتصادنا". ويرى مراقبون ان تصريحات بولر تهدف الى دعم التحذيرات السابقة التي أطلقها وزراء ومسؤولون عن مكافحة الإرهاب في شأن استهداف بريطانيا. وأكدت بولر ان الحالات التي تابعتها الاستخبارات زادت بنسبة 80 في المئة بدءاً من كانون الثاني يناير الماضي. والأكيد ان وزير الداخلية جون ريد وافق على خطاب بولر قبل ان تلقيه. وأشارت المسؤولة الى ان الإسلاميين المتشددين المرتبطين ب"القاعدة"يجندون شباناً مراهقين بعضهم ما زال في المدارس لتنفيذ هجمات انتحارية وانهم سيستخدمون أسلحة كيماوية وجرثومية ومواد مشعة وتكنولوجيا نووية في المستقبل. وأكدت ان بريطانيا"تواجه تهديداً متزايداً ومستمراً لجيل قادم". وأوضحت بولر في الخطاب العام الثالث الذي ألقته منذ تفجيرات لندن في السابع من أيلول سبتمبر الماضي التي قتل 52 شخصاً فيها وجرح مئات، أنها لا تتعمد إثارة القلق والإزعاج أو مخاوف مبالغ فيها، لكنها كشفت انه حتى بعد تعيين حوالى مئة موظف إضافي في جهازها بعد اعتداءات 11 أيلول 2001، ما تزال الاستخبارات الداخلية تعاني نقص عدد العاملين فيها لتنفيذ أعمال المراقبة الكثيفة والمستمرة. وأوضحت رئيسة الجهاز ان نسبة 6 في المئة فقط من العاملين معها من الأقليات العرقية. وعين 400 عميل جديد هذه السنة، 14 في المئة فقط منهم من الأقليات العرقية. وأضافت بولر"ان المؤامرات المزعومة ترتبط غالباً ب"القاعدة"في باكستان التي توفر الإرشادات والتدريب لمنفذين يقيمون في بريطانيا، مشددة على ان"الحملة الإرهابية مستمرة ولا تنحصر في حوادث فردية". وأعلنت بولر ان أشرطة الفيديو التي أعدها انتحاريون أظهرت ان السياسة الخارجية البريطانية بعد غزو العراق وأفغانستان تشكل دافعهم الرئيسي لتنفيذ عمليات إرهابية ب"اعتبارها معادية للإسلام". وكان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير نفى هذا الارتباط، ووصفه بأنه"غير صحيح وسخيف". ولاحقاً، أكد بلير صحة ما قالته مديرة الاستخبارات الداخلية البريطانية من أن النضال ضد الإرهاب سيكون"عميقاً وطويلاً"، وطالب بالتصدي ل"الدعايات الشريرة"التي تشوه عقول الشبان البريطانيين. وحذر رئيس الوزراء من أن التهديدات الإرهابية"حقيقية جداً وتتزايد". وشدد على ضرورة نقل المعركة إلى الأشخاص الذين يسعون إلى التأثير في شكل سيئ على الشبان لتنفيذ أعمال شريرة وعنيفة. اتهام وإدانة على صعيد آخر، اتهمت الشرطة امرأة بالتورط بالإرهاب، بعدما عثرت في حوزتها على قرص مدمج احتوى إرشادات لاستخدام أسلحة مثل بندقية قنص من طراز"دراجونوف"ومسدسات من عيار تسعة ملليمترات وقذائف صاروخية ومواد سامة وألغام وذخائر، وكيفية القتال اليدوي. وأشارت الشرطة إلى أن الاتهامات ترتبط باعتقال سهيل أنجوم قريشي في مطار هيثرو في الأول من الشهر الجاري امتلك منظاراً للرؤية الليلية وكتيباً عن السموم للمجاهدين. وتعتبر بريطانيا في حال تأهب قصوى منذ آب أغسطس الماضي، حين قالت الشرطة أنها أحبطت مؤامرة لنسف طائرات ركاب متجهة إلى الولاياتالمتحدة باستخدام متفجرات سائلة. إلى ذلك، دانت محكمة أولد بيلي في لندن مسلماً بريطانياً يدعى ميزان الرحمن بإثارة الكراهية العنصرية، بعدما دعا خلال احتجاج نظم أمام السفارة الدنماركية في العاصمة إلى شن هجمات على غرار اعتداءات 11 أيلول 2001 في أنحاء أوروبا. لكن هيئة المحلفين في الحكمة لم تستطع الحكم على الرحمن 23 سنة بتهمة التحريض على القتل، بعدما نسب إليه أنه دعا إلى قتل الجنود البريطانيين في العراق"من دون تمييز"، علماً انه نفى كلا الاتهامين. وأيضاً، دعا الرحمن، الذي يعمل في تصميم مواقع الإنترنت، إلى تنفيذ تفجيرات في فرنسا في كلمة ألقاها خلال تظاهرات نظمت في شباط فبراير الماضي، من اجل التنديد بنشر صحيفة دنماركية رسوما كاريكاتورية مسيئة للإسلام. وقال المدعي العام ديفيد بيري لهيئة المحلفين أن كلمات الرحمن"كانت واضحة ولا لبس فيها"، ونقل عنه قوله: "نريد أن نرى 11 سبتمبر أخرى في العراق و11 سبتمبر أخرى في الدنمارك و11 سبتمبر أخرى في إسبانيا وفرنسا وأنحاء أوروبا". وزاد:"دعا الرحمن إلى القتل من دون تمييز للقوات البريطانية".