شنت الشرطة البريطانية حملة اعتقالات جديدة شمال انكلترا، طاولت عشرة اشخاص يشتبه في تورطهم بالارهاب. وجاء ذلك غداة تحذير زعيم جماعة "المهاجرون" المتشددة عمر بكري محمد من تحضيرات لهجمات ارهابية واسعة في بريطانيا. وتزامن ذلك مع تقرير عن اجتماع في مقر الاستخبارات البريطانية حضره الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني، للبحث في تحسين التعاون بين الجانبين لمكافحة الارهاب، في ظل تزايد الاعتقالات في صفوف الشبان المسلمين. شنت الشرطة البريطانية سلسلة حملات دهم وتفتيش في منطقة مانشستر الكبرى شمال انكلترا شملت ثلاثة مواقع في وسط مدينة مانشسر، واعتقل خلالها عشرة اشخاص بموجب قانون مكافحة الارهاب. وشاركت في الحملة قوات شرطة من مانشستر وستافوردشاير وويست ميدلاندز وساوث يوركشاير. وافادت تقارير ان المواقع التي تم تفتيشها في مانشستر هي: شركة "اي كي" للكومبيوتر ومطعم "دولفينز" للوجبات السريعة ومحل "فونكي فونز" للهواتف النقالة. وافاد بيان للشرطة انه "ألقي القبض على عشرة يشتبه في صلتهم باصدار تكليف بارتكاب أعمال ارهابية او الترتيب لها او التحريض عليها". ويأتي ذلك بعد ثلاثة اسابيع من اعتقال الشرطة ثمانية اشخاص في لندن وجنوب شرقي انكلترا وضبط كمية من المتفجرات، وذلك في الثلاثين من اذار مارس الماضي. وكانت تلك أكبر عملية لمكافحة الارهاب في البلاد منذ هجمات 11 أيلول سبتمبر. وفي وقت اعلنت حال التأهب في اوروبا بعد اعتداءات مدريد في 11 آذار الماضي، طالبت الشرطة البريطانيين بتوخي الحذر تحسباً لهجمات ارهابية. وكان زعيم "المهاجرون" الشيخ عمر بكري محمد حذر في حديث لمجلة "بوبليكا" الصادرة في لشبونة، من ان وقوع هجوم في بريطانيا "امر حتمي لأن عدة جماعات تحضر لهجمات عدة". واضاف ان جماعة "منظمة جيدا" في لندن تطلق على نفسها "القاعدة -اوروبا" تتمتع بجاذبية كبيرة لدى الشبان المسلمين، "تستعد لشن عملية كبيرة". وقال الشيخ عمر بكري: "اشعر بالأسف لذلك لأن الشيء الاول الذي ستفعله الحكومة هو ان تطردني انا واسرتي". ويتزعم رجل الدين السوري المولد جماعة "المهاجرون" التي اشادت بهجمات 11 أيلول و"القاعدة". التعاون مع الاستخبارات على صعيد آخر، كشفت صحيفة "ذي تايمز" الصادرة في لندن امس، ان إقبال سكراني الأمين العام للمجلس الإسلامي -البريطاني وهي منظمة معظم اعضائها من شبه القارة الهندية، اجرى محادثات مع إليزا مانينغهام بولر المديرة العامة لجهاز الاستخبارات الداخلية ام اي 5 تناولت سبل تحسين التعاون بين الجانبين في الحرب على الارهاب. وجاء ذلك عقب الغضب من اعتقال عدد من الشبان المسلمين في بريطانيا أخيراً والمخاوف من رد فعل سلبي ضد الجالية الإسلامية في البلاد، خصوصاً في حال وقوع هجوم ارهابي. ووجهت الدعوة الى سكراني للحديث الى العاملين في الجهاز السري خلال اجتماع خاص في "تيمز هاوس" مقر الجهاز وسط لندن. وحمل سكراني الى اللقاء آخر الاحصاءات الصادرة عن وزارة الداخلية البريطانية التي توضح ان 700 شخص مسلم تعرّضوا للاعتقال منذ تشرين الاول اكتوبر ألفين، وجهت تهم الى مئة منهم بمخالفات مختلفة، ولكن لم تثبت الادانة سوى على ستة أشخاص فقط. وذكرت "ذي تايمز" ان سكراني أوضح ايضاً خلال اللقاء ان المسلمين البريطانيين يريدون ان يلعبوا دورهم في وقف اي هجمات إرهابية في بريطانيا. وأثارت أنباء هذا الاجتماع جماعة "المهاجرون" التي اتهمت المجلس ب"خيانة الإسلام". وقالت الصحيفة ان اللقاء تمّ قبل انفجارات مدريد الشهر الماضي. وكان الجهاز اكد انه يجري عمليات مراقبة للارهابيين المحتملين أو المتعاطفين مع "القاعدة" وانه ليس هناك استهداف للجالية الإسلامية، على رغم تخصيص موارد مالية لمراقبة المتهمين المسلمين. وبعد اللقاء بعث سكراني برسالة الى أئمة ورؤساء المساجد في بريطانيا لحضهم على مراعاة أكبر قدر من الحيطة في مواجهة اي عناصر مشاغبة أو إجرامية قد تتسلل الى اوساط الجالية المسلمة. كما دعا ائمة المساجد الى التنسيق مع الشرطة وتوفير أكبر قدر ممكن من التعاون لمواجهة التهديدات الارهابية. ويذكر ان عدد افراد الجالية الإسلامية في بريطانيا يزيد على مليوني شخص معظمهم من أصول آسيوية.