يشكل عدم تفعيل قانون الاستثمار الجديد في العراق من حيث تشكيل إدارته وهيئته المشرفة وتسمية أعضائها ومباشرتها العمل، خيبة أمل كبيرة في أوساط المستثمرين في البورصة العراقية، لا سيما أن جهوداً حثيثة تبذل حالياً، وتحديداً فيما يتعلّق بتحديث أداء البورصة. إذ يجري، وفق وتيرة عمل متصاعدة، تركيب معدات ومستلزمات التداول الالكتروني من حيث تنظيم قاعات البورصة لهذا الغرض، استعداداً لبدء اعتماد هذه الآلية الحديثة التي تعد الأولى التي تمارس في العراق. وأعرب رئيس أمناء البورصة العراقية طالب الطباطبائي لپ"الحياة"عن أمله في أن تساعد عوامل، يعتبرها حاسمة في استمرار المستثمرين في هذا القطاع الحيوي، على توظيف استثماراتهم على نحو افضل. وفي مقدمة هذه العوامل، استقرار الظرف الأمني. وأوضح الطباطبائي أن"المستثمر في البورصة العراقية يواجه تحديات وصعوبات ناجمة عن تدهور الأوضاع الأمنية، بهمة عالية تعكس رأيه بأن الحالة الراهنة هي حالة استثنائية، وبالتالي لا بد من الحفاظ على أداء البورصة باستمرار. وهو ما توضحه المؤشرات العامة التي تؤكد أن التطور في الأداء لا يزال يشكل السمة البارزة في مسيرة السوق". ويتخذ الطباطبائي من أيلول سبتمبر الماضي مثالاً، فيقول أن عدد الأسهم المتداولة خلاله بلغ 4,212 بليون سهم أي بمعدل 527 مليون سهم للجلسة الواحدة. وقياساً الى عدد الأسهم المتداولة في آب أغسطس الماضي البالغ 2,720، ارتفع عدد الأسهم المتداولة لهذا الشهر بنسبة 54,9 في المئة عن عددها في آب. أما بالنسبة الى حجم التداول في أيلول، فقد بلغ 8,422 بليون دينار أي بمعدل 1,052 بليون دينار للجلسة الواحدة. ومقارنة بحجم التداول في آب البالغ 4,622 بليون دينار، ارتفع حجم التداول لهذا الشهر بنسبة 82,2 في المئة عن شهر آب الماضي. وكذلك بالنسبة الى عدد العقود المنفذة في أيلول، حيث زاد 2928 عقداًً عن الشهر الذي سبق مرتفعاً بنسبة 29,4 في المئة. وأضاف أن مؤشرات الشهر الماضي تظهر أيضاً استقراراً في الأسعار وفي حجم التداول على رغم استمرار انعكاسات الوضع الأمني على مجمل النشاط الاقتصادي. ويذكر الطباطبائي أن القطاع المصرفي يكاد يكون المحرك الرئيسي للسوق، إذ حقق القطاع في الفترة أعلاه، التي اعتمدت في المقارنة، أكبر أهمية نسبية من حيث عدد الأسهم المتداولة وحجم التداول. فقد كانت نسبته 74 في المئة و 78,8 في المئة على التوالي من المجموع العام بعد ان جرى تداول اكثر من 3,117 بليون سهم بحجم تداول بلغ اكثر من 6,551 بليون دينار. وكانت أسهم مصرف البصرة الدولي، الذي يستعد لعقد اجتماعه السنوي في أربيل الأحد القادم، الأكثر تداولاً لهذا الشهر حيث بلغت نسبة عدد الأسهم المتداولة وحجم التداول 34,1 في المئة و26,8 في المئة على التوالي من المجموع. حيث جرى تداول اكثر من 1,063 بليون سهم قيمتها تزيد على 1,757 بليون دينار في مصرف البصرة بمفرده.