كشف مسؤول في مؤسسة "سابك" السعودية، ان الشركة تقدمت الى مناقصة طرحتها شركة"سوناطراك"للمشاركة في تطوير مصانع بتروكيماويات في الجزائر، في إطار قانون تحرير قطاع الطاقة، الذي أطلقته الحكومة الجزائرية أخيراً، والذي حول"سوناطراك"الحكومية من"احتكارية"إلى شركة"تجارية". وأعلنت"سوناطراك"أنها ستوقع في الفترة المقبلة 30 عقد شراكة، مع شركات أجنبية ومحلية، في إطار العقود الموازية التي يتيحها القانون الجديد للمحروقات. وقال نائب رئيس شركة"سابك"لشؤون المال مطلق المريشد، في حوار مع"الحياة"، ان العرض يتضمن تطوير عدد من المشاريع في الجزائر، وبناء مصانع لانتاج"الاثيلين"وپ"البولي اثيلين"، مشيراً إلى ان شركات مثل"توتال"و"اكسون"تقدمت الى المشاركة في المناقصة. التوسع محلياً وكشف المريشد، ان"سابك"تعتزم جمع قروض، قيمتها ستة بلايين دولار، منتصف العام المقبل، لبناء 15 وحدة للبتروكيماويات في إطار مشروع شركة"كيان"السعودية للبتروكيماويات، التي تصل استثماراتها الى ما بين أربعة وستة بلايين دولار، إضافة إلى تمويل مشروع توسيع"بن زهر"، الذي تبلغ استثماراته بليون دولار، ومثلها لمشروع تطوير الشركة الوطنية للغازات الصناعية"غاز". وأكد أن مشروع"كيان"الذي تمتلك"سابك"35 في المئة من أسهمه، يتضمن بناء 15 وحدة لانتاج الإيثيلين، والبروبيلين، والبولي بروبيلين، وجلايكول الإيثيلين، والبيوتين وغيرها من المنتجات البتروكيماوية والكيماوية. وعلى رغم تأكيد المريشد ان"سابك"لم تحدد بعد كيفية جمع ستة بلايين دولار، أشار إلى ان الشركة لن تطلق صكوكاً إسلامية في الوقت الحالي، علماً ان المؤسسة السعودية أطلقت في وقت سابق من العام الحالي صكوكاً إسلامية بقيمة 800 مليون دولار. تمويل شراء "هنتسمان" وفي لقاء في دبي مع عدد من مدراء المصارف العالمية والعربية، من أجل تسويق قرض بقيمة 1.125 بليون يورو، بهدف إعادة تمويل ثمن صفقة استحواذ"سابك"على مجمع"هنتسمان"البريطاني، وتمويل مشاريع الشركة في هولندا وألمانيا، اشار إلى ان الشركة ستصدر الشهر المقبل سندات دين بقيمة 750 مليون يورو، يتراوح أجلها بين خمس وعشر سنين. وأن مؤسسة"جي بي مورغان"ستتولى ترتيب الصفقة وادارة القرض، وأن ستة مصارف أوروبية وأميركية ستتحمل الجزء الأكبر منه، بينها"اتش اس بي سي"البريطاني، و"سيتي بنك"الأميركي، و"ايه بي امرو". ولفت إلى ان استثمارات"سابك"داخل وخارج السعودية بلغت 29 بليون دولار، وأنها تسعى إلى ان يصل إنتاجها عام 2009 إلى 65 مليون طن من منتجات البتروكيماويات. وكانت الشركة أعلنت عن خطط لضخ 20 بليون دولار في السنوات الثلاث المقبلة، على خلفية زيادة الطلب العالمي على مادة الاثيلين والبتروكيماويات عموماً. وتنافس"سابك"الشركات العالمية الكبرى في صناعة البتروكيماويات، مستفيدة من أسعار المواد الخام في منطقة الخليج، لزيادة حصتها السوقية في كل من الصين والهند. وأعلنت في وقت سابق أنها تخطط لضخ استثمارات تصل إلى 70 بليون دولار لتوسيع عملياتها خلال السنوات ال 15 المقبلة، لتصبح أكبر منتج في العالم لمادة الاثيلين. وأكد المريشد ان المؤسسة السعودية انتهت من دراسة متعلقة ببناء مجمع كبير للبتروكيماويات في منطقة داليان الصينية، بالشراكة مع الحكومة الصينية، تتجاوز قيمته خمسة بلايين دولار، وتبلغ طاقته الإنتاجية من مادة الاثلين مليون طن سنوياً. ونفى المريشد ما تناقلته وسائل الإعلام السعودية أخيراً، عن نية الشركة تأسيس"ذراع تمويل إسلامية"للإشراف على إصدارات الشركة من السندات الإسلامية المحلية. وأشار إلى ان أي تمويل إسلامي أو غيره، يتم بواسطة الإدارة المالية في الشركة، وأن التمويل الإسلامي وحده"لا يستطيع تمويل استثمارات الشركة التي تجاوزت 29 بليون دولار". وقال:"ليس هناك شركة في العالم لديها ذراع تمويلية. وأكد ان الإدارة المالية تشرف على تمويل الشركة، ولا أحد يقسم إدارته". وأوضح المريشد رداً على الانتقادات التي توجهها بعض المؤسسات السعودية ل"سابك"، بأنها تقف عائقاً أمام تطور الصناعات البلاستيكية والكيماوية في المملكة، بسبب ارتفاع أسعار منتجاتها من الاثيلين، وغيره من المواد التي تدخل في صناعة البلاستيك، على رغم أنها تحصل على المواد الخام بأسعار رخيصة من شركة"ارامكو":"أثبتنا من خلال دراسة ان أسعارنا في مستوى الأسعار العالمية". وأشار الى ان"الشركات التي تنتقدنا اقتنعت بأن أسعارنا افضل من أسعار الاستيراد من الخارج، والدليل انهم لا يستوردون". وأعلنت شركة"ستاندرد آند بورز"العالمية لخدمات التصنيف الائتماني مطلع الأسبوع الجاري رفع درجة التصنيف الائتماني الطويل الأجل ل"سابك"من"A"إلى"+A". وقال المريشد ان هذا التقويم يؤهل"سابك"للاستحواذ على شركات كبيرة حول العالم.