قالت مصادر فلسطينية ل"الحياة"امس ان وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم ال ثاني قدم اقتراحين الى رئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية"حماس خالد مشعل لاصلاح العلاقة بينه وبين الرئيس محمود عباس ابو مازن، قبل ان تشير الى تأكيد مشعل استعداده للقاء عباس"في أي مكان يريد". الى ذلك، اطلع الشيخ حمد الرئيس بشار الاسد ومشعل على نتائج اجتماعات القاهرة لدول مجلس التعاون الخليحي ومصر والاردن. ونقلت مصادر فلسطينية ل"الحياة"عن الوزير القطري قوله ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس تريد تشكيل"حلف المعتدلين العرب ضد ما يسمى محور الشر"الذي يضم سورية وايران و"حماس"و"حزب الله"، لكن بعض الدول العربية رفض ذلك واقترح"الحوار"مع هذه الأطراف، ما يفسر زيارة الشيخ حمد لدمشق وكلام الرئيس حسني مبارك اول من امس عن ضرورة"الحوار"مع دمشق. وكان حمد بن جاسم اجتمع مساء الخميس مع مشعل ونائبه موسى ابو مرزوق وعضو المكتب السياسي محمد نزال في مقر السفارة القطرية في دمشق، بعدما نقل رسالة من امير قطر الى الاسد. وقال مرزوق ل"الحياة"ان معظم اللقاء الذي استمر ساعتين ونصف ساعة تركز على"التوفيق بين مؤسستي الرئاسة والحكومة من جهة، وعباس ومشعل من جهة اخرى"، قبل ان تقول ان الوزير نقل عن عباس قوله خلال زيارته الاسبوع الماضي للدوحة انه"يريد حكومة جديدة على اساس شروط اللجنة الرباعية"اي الاعتراف باسرائيل والاتفاقات الموقعة ونبذ العنف. لكن مصادر فلسطينية اخرى حضرت الاجتماع اوضحت ل"الحياة"ان الحديث تركز على"آليات ايجاد حل"وان الوزير القطري قدم اقتراحين:"اما عقد لقاء بين رئيس الوزراء اسماعيل هنية وعباس تمهيداً لجمع الرئيس الفلسطيني بمشعل، او عقد لقاء ثلاثي بين هنية وعباس ومشعل في قطر"، قبل ان تنقل عن الشيخ حمد قوله:"ان الحل يكمن في اقالة الحكومة الحالية ثم التوافق على برنامج الحكومة المقبلة"، انطلاقا من السعي القطري ل"وقف الاحتقان ومنع الاقتتال والتوصل الى تفاهمات". وفي هذا المجال، كرر مشعل خلال اللقاء استعداد"حماس"لاقامة حكومة وحدة وطنية على قاعدة"وثيقة الوفاق الوطني". واوضح ابو مرزوق ان"النقطة الخلافية ما زالت هي شروط تشكيل الحكومة. اننا نريد البناء انطلاقا من الوفاق الوطني وليس من الضغوط الخارجية والشروط الاميركية". واذ اشار الى وجود اتفاق بين"فتح"و"حماس"على تشكيل الحكومة على اساس"احترام الاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير واسرائيل بما يحقق مصالح الشعب الفلسطيني"، اوضح القيادي في"حماس"ان الخلاف"يتمحور حول موضوع المبادرة العربية". وزاد:"نحن نفضل صيغة الشرعية العربية، بينما يريدون منا قبول المبادرة وشروط الرباعية"، قبل ان يقول:"لا تغيير في موقف حماس، وفتح وعباس هما اللذان تراجعا عن الاتفاق على وثيقة الوفاق الوطني التي لم نتوصل اليها إلا بعد مفاوضات طويلة استمرت شهرين". واتفق أكثر من قيادي في"حماس"على عدم وجود"خلاف بين الخارج والداخل". وقال ابو مرزوق:"الاردن يروج لفكرة الخلاف بين مشعل وهنية أو بين الداخل والخارج، لكن هذا الكلام لن يؤدي الى أي نتيجة وليس له أي صدقية، وهم يتحدثون عن ذلك منذ 17 سنة". واطلع الشيخ حمد قيادة"حماس"على نتائج اجتماع القاهرة الذي استهدف ثلاث نقاط:"اولا، عدم قبول الحكومة الفلسطينية إلا اذا استجابت لشروط الرباعية وان لا مشكلة لدى اميركا بترؤس حماس لحكومة وفق هذه الشروط. ثانيا، ايران وعدم استجابتها لشروط المجتمع الدولي ومدى خطورة هذا على المنطقة. وحديث رايس عن ان امتلاك ايران قنبلة نووية خطر ليس على اسرائيل فحسب بل على دول الخليج ومصر والاردن. ثالثا، ان سورية لا تستجيب للمطالب الدولية وتلعب دوراً سلبياً في العراق ولبنان والاراضي الفلسطينية". وأضاف الوزير القطري ان بلاده"سعت الى دعوة سورية الى اجتماع القاهرة"، لكن الاميركيين"رفضوا"لذلك فإن الشيخ حمد حرص على"التأكيد لسورية ان بلاده ليست في حلف ضدها، عبر زيارته دمشق"، لأن الاميركيين يريدون"محوراً عربياً ضد سورية وايران وحماس وحزب الله".