تحيي اليونان الذكرى المئوية لولادة أرسطو أوناسيس، الذي يعتبر شخصية أسطورية في تاريخ البلاد المعاصر، وذلك من خلال معرض ضخم من شأنه تعزيز هالة"سيد البحار". وخلال افتتاح المعرض بحضور ابرز الشخصيات الصناعية والبحرية والسياسية والثقافية في البلاد، حيا رئيس الوزراء كوستاس كرمنليس ذكرى صاحب الأسطول البحري الشهير الذي كان يجسد"بامتياز دينامية روح المبادرة لدى اليونانيين". والمعرض الذي يستمر حتى 12 تشرين الثاني نوفمبر المقبل في متحف"بيناكي"بعنوان"ما بعد الاسطورة"هو عبارة عن مجموعة من 300 صورة و500 غرض ثمين او شخصي اقتناه هذا الملياردير الذي عاش حياة مليئة بالتقلبات قبل ان يتوفى في 1975. وقال رئيس الوزراء ان"شخصية ارسطو أوناسيس وحياته مطبوعتان في ذاكرة اليونانيين حول العالم. فهو كان ولا يزال أسطورة حقيقية جسدت في ضمير اليونانيين والاجانب فضائل عرقنا وشغفه في آن". ويتمحور المعرض الذي نظمته مؤسسة"أوناسيس"حول"أوناسيس الشخص"من خلال إظهار جوانب غير معروفة من حياته. وهو يبرز الصفات الحسنة فيه من دون التطرق الى مكره الأسطوري. ومن خلال عدد من الواجهات، يجول الزائر على ابرز المحطات التي جبلت حياة"سيد البحار"، من ولادته في منطقة الأناضول في عائلة فاحشة الثراء تعمل في مجال التبغ، الى وفاته في باريس بعدما جمع ثروة طائلة. وأسس أوناسيس ثروته في الارجنتين، التي هاجر اليها اثر وقوع"كارثة"سميرنا ازمير بالتركية عام 1922 التي أنهت وجود اليونانيين في الأناضول بعدما طردوا على يد قوات مصطفى كمال. وبعد سلسلة من الوظائف الصغيرة، من بينها ساعي البرق، دخل أوناسيس المجتمع الارجنتيني الراقي حيث لفت انتباه ايفا بيرون، وبدأ العمل في تجارة التبغ واشترى سفينته الاولى عام 1933، ثم ناقلة النفط الاولى الخاصة به عام 1938. وما لبث ان طور امبراطوريته البحرية في الولاياتالمتحدة حيث كان يعاشر المجتمع الراقي، ويخرج مع شهيرات تلك الحقبة مثل فيرونيكا ليك وغلوريا سوانسن. تزوج عام 1946 من تينا ليفانو، ابنة اكبر صاحب سفن يوناني ورزق منها بابن، الكسندر، وابنة، كريستينا، اللذين قضيا كلاهما في ظروف مأسوية. وبعد الحرب، توجه أوناسيس الى أوروبا، وتحديداً الى باريس، ثم اشترى كازينو مونتي كارلو حيث استقر مهنياً. وهناك اصبح صاحب يخت"كريستينا"الفاخر حيث اقام، ودعا اليه كبار العالم. وأقام أوناسيس عام 1960 علاقة عاطفية مع مغنية الاوبرا ماريا كالاس التي كانت في أوج شهرتها. واستمرت هذه العلاقة المتقلبة والغامضة ثماني سنوات حتى سنة 1968، عندما تزوج أرملة الرئيس الاميركي جون كينيدي، جاكلين بوفييه. وفي المعرض واجهتان احداهما مكرسة لماريا كالاس والأخرى لپ"جاكي"، مع رسائل واغراض مختلفة، بينها البيانو الذي كان يرافق كالاس على متن يخت"كريستينا". وفي كاتالوغ المعرض حديث لماريا كالاس تقول فيه عن أوناسيس"لم يكن حسن الطلة، لكنه كان جذاباً في شكل لا يقاوم. كان ساحراً يحقق كل رغبات المرأة التي تكون الى جانبه". وتنتهي الزيارة بعرض لنشاطات مؤسسة"أوناسيس"التي تعنى برعاية الفن، من دون ذكر طبعاً المعركة بين المسؤولين في المؤسسة واثينا، حفيدة أوناسيس ونسيبته الوحيدة، التي منعت من الوصول الى منصب رئاسة المؤسسة. وهي رفضت الدعوة التي وجهت اليها لحضور المعرض.