في مخفر للشرطة الكينية على الحدود مع الصومال، تعيش مئات النساء والأطفال في خيام نصبتها سلطات نيروبي لاستيعاب موجات اللجوء الصومالي غير المسبوقة التي تتدفق على أراضيها منذ سيطر الإسلاميون على مقديشو في حزيران يونيو الماضي. وارتفع عدد اللاجئين الصوماليين في شكل دراماتيكي، ما دفع المفوضية العليا للاجئين في الأممالمتحدة إلى التحذير أمس من أن المنظمات الإنسانية قد تعجز عن استيعاب هذه الأعداد المتزايدة، مشيرة إلى ان ما لا يقل عن 2000 لاجئ عبروا إلى كينيا من نقطتي ليبوي وأموما الحدوديتين منذ الجمعة الماضي، ليتجاوز عدد اللاجئين الذين عبروا الحدود هذا العام 30 ألفاً. وأكدت المفوضية أن استمرار تدفق اللاجئين الصوماليين بالمعدلات الحالية التي تصل إلى نحو ألف يومياً،"سيرهق في شدة"موارد المنظمات الإنسانية في مخيم داداب للاجئين الذي استوعب نحو 157 ألف لاجئ صومالي منذ العام 1991 حين اندلعت الحرب الأهلية إثر سقوط نظام الديكتاتور محمد سياد بري، كما حذر مسؤولو الأممالمتحدة العاملون في ليبوي من أن بعض اللاجئين مصاب بالملاريا. وقالت هاوو محمد قرتي وهي ترضع أصغر أطفالها الخمسة الذين تحلقوا حولها في ليبوي:"لم أغادر كيسمايو على رغم الحرب الأهلية التي استمرت خمسة عشر عاماً. لكنني الآن أخشى أن يصاب أطفالي بأذى في القتال بين الصومال والدول الأجنبية"، في إشارة إلى قتال محتمل بين"المحاكم الإسلامية"وقوات حفظ السلام الإقليمية المزمع نشرها. ورجحت المفوضية أن يكون سبب زيادة أعداد اللاجئين هو سيطرة الإسلاميين على عدد من المدن في منطقة وادي جوبا الجنوبية، بينها كيسمايو التي فرت منها قرتي وأطفالها. وقال اللاجئ إبراهيم ناناو قنبي إنه فر من مدينة بوعالي 210 كلم شمال كيسمايو، بعدما سقطت في قبضة"المحاكم".