تنامت الاستثمارات الإماراتية في تونس بوتيرة متسارعة في السنتين الأخيرتين، وشملت الإتصالات والسياحة والخدمات والعقار، لتحتل المجموعة الإماراتية المرتبة الأولى بين المستثمرين الأجانب في البلد. واشترت مجموعة"تي كوم ديج"35 في المئة من رأس مال شركة"اتصالات تونس"، ما وفر لخزانة الدولة نحو ثلاثة بلايين دينار 2.25 بليون دولار. وانعكست العملية زيادة في نمو الاستثمارات الخارجية خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي، بلغت نسبتها 620 في المئة، مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي. وأوضح المدير التنفيذي للمجموعة أحمد بن بايات أن شراء قسم من رأس مال"اتصالات تونس"، يندرج في إطار خطة وضعتها المجموعة، لتعزيز حضورها على الصعيدين الإقليمي والدولي. من جهة أخرى، تعهدت مجموعة"إعمار"الإماراتية إنجاز مجمع سياحي على الساحل المتوسطي في مدينة هرقلة 140 كيلومتراً جنوب العاصمة تونس، باستثمارات تقدر بپ1.88 بليون دولار. ويتألف المشروع من ميناء لليخوت وملعب غولف ووحدات فندقية وسكنية قادرة على استيعاب 30 ألف سرير. كذلك ستتولى المجموعة نفسها استصلاح بحيرة تونسالجنوبية، وتحويلها مدينة سكنية تستوعب أكثر من 400 ألف شخص. وأنجزت مجموعة"دلة البركة"السعودية، التي يديرها الشيخ صالح كامل، في العقدين الماضيين، أعمال استصلاح البحيرة التي تقع في الضاحية الشمالية للعاصمة تونس، وهيأت ضفافها لتصبح أهم مدينة إدارية وسكنية في محيط العاصمة. وفي سياق متصل، أعلن رئيس مجموعة"بوخاطر"الإماراتية محمد بوخاطر، خلال زيارة تونس أخيراً، أن مجموعته تعتزم إقامة مدينة رياضية مساحتها 250 هكتاراً على ضفاف بحيرة تونس، تتألف من تسع كليات رياضية، وثلاثة نواد للغولف والتنس والرياضات البحرية، إضافة إلى منشآت إدارية وتجارية وسياحية. ويشمل مشروع المدينة الذي تقدر استثماراته بخمسة بلايين دولار، إنشاء عشرة آلاف وحدة سكنية. ويُتوقع أن يستغرق إنجاز المدينة، التي سيبدأ العمل فيها خلال الأشهر الأولى من العام المقبل، بين خمس وست سنوات. وسعياً الى تكثيف الاتصالات بين تونسوالإمارات، أعلنت شركة"طيران الإمارات"أخيراً أنها تعتزم تسيير خمس رحلات أسبوعية مباشرة بين تونس ودبي، اعتباراً من 29 الجاري، استجابة لطلبات رجال الأعمال. وعزا نائب رئيس الشركة للعمليات التجارية ناصر بن خرباش، هذه الخطوة إلى تزايد المبادلات التجارية والاتصالات بين البلدين. ورأى أن العلاقات الثنائية تشهد نقلة نوعية، بعدما صارت تونس مركز استقطاب للمستثمرين الخليجيين. ويمكن القول إن الاستثمارات الخليجية في تونس تتوسع بوتيرة أعلى من الاستثمارات الكويتية والسعودية، التي تراجعت في السنتين الأخيرتين، بعد تخلي"مجموعة أبو نواس"الكويتية، التي كانت تسيطر على 18 وحدة فندقية من فئتي أربع وخمس نجوم، عن غالبية فنادقها، إما بواسطة البيع أو الإيجار لمجموعة"مركير"الفرنسية.