مضت على دخول النجم اللبناني جورج خبّاز ميدان الكتابة الدراميّة سنوات قليلة، اشتهر قبلها بشخصياته الكوميديّة على خشبة المسرح وفي برامج المخرج شربل خليل التلفزيونيّة، غير أنه سرعان ما استطاع إيجاد موقع متقدّم له بين كتاب السيناريو. وإذا كانت باكورة أعماله في هذا الإطار"سيتكوم"بعنوان"عبدو وعبدو"قبل نحو ثلاث سنوات، فإنه يواصل مشواره مع الكتابة، وقد أنهى أخيراً مع كلوديا مارشيليان كتابة مسلسل"فادي وراضي"للمخرجة فيفيان زكّور ومن بطولة نجم ستار أكاديمي فادي إندرواس ووسام صبّاغ وباتريسيا قسّيس... إضافة الى كوميديا انتقاديّة ساخرة بعنوان "ساعة بالإذاعة" من كتابته وبطولته مع طلال الجردي وفيفيان أنطونيوس وليليان نمري وليال ضو. أما اليوم، فهو بانتظار العمل"الحلم"كما يقول مع الفنان السوري دريد لحّام. كما يواصل تصوير دوره في فيلم وثائقي - درامي من كتابة وإخراج فيليب عرقتنجي، الذي بدأ تصويره بعد وقف إطلاق النار مباشرة في المناطق الجنوبيّة المنكوبة. روح التعاون يشرح خبّاز"للحياة"عن سيتكوم "فادي وراضي" الذي يحمل في عنوانه معنى مزدوج،"ففادي إندراوس نجم مشهور ومحبوب"عايش على رواق"، و"فاضي من هموم الحياة وراضي بكل شيء"إذ يعيش مغامرات عاطفيّة لا تنتهي، إلى أن يرث عن عمّه ثروة كبيرة، وتشترط عليه الوصيّة لاستلام الميراث الاهتمام بابن عمه الضرير الآتي من مصح للعميان في لندن. ومع الوقت تنشأ علاقة جيّدة بينهما، تؤدي إلى استعداده للتضحية بالمال من أجل ابن عمه راضي". وعن تقاسمه مع كلوديا مارشيليان كتابة النص، يوضح خبّاز:"لا نؤمن بروح التعاون في لبنان ونختلف إلى من نسند النجاح والفشل، إلاّ أنني وضعت هيكليّة للعمل، وكتبت أوّل حلقة وصورناها. وكلوديا طيعة ومتجاوبة الى درجة أنني أعمل على تنقيح حلقاتها، كي أحافظ على الرابط الحواري بين الشخصيّات، ولإدخال نكات على العمل". ويعترف خبّاز بأن الكتابة الجماعيّة لم تنجح في لبنان، لكنه يشير إلى"أنني أردت خوض التجربة، لأعرف أسباب عدم نجاحها، وأظن أنني وكلوديا حتى اليوم ناجحان بانتظار رد فعل الجمهور". وإذ يؤخذ على خبّاز جعله بطولة أعماله للحوار على حساب المشهديّة ما يزعج المخرج، يوضح بأن"البطل في الكوميديا هو الحوار، والمشهديّة تستطيع أن تلعب دورها من خلال الحوار. ومع ذلك فنحن نعطي مساحة لا بأس بها للمخرج، لاسيّما أن"السيتكوم"يصوّر داخليّاً وخارجيّاً". وعن إصراره على إدارة الممثلين، يقول"أشترط أن أقوم بإدارة الممثلين، لأنني أكتب مسرحاً في التلفزيون، اما المخرج فما عليه سوى ان يتولى الأمور التقنية". ولا يعتبر خباز أن في هذا التصرف تعدياً على دور المخرج، ويشير الى العلاقة التي جمعت الكاتب كميل سلامة والمخرج الراحل فارس الحاج في مسلسل"بيت خالتي"حيث لم ينزعج الحج من أن يقوم الكاتب بإدارة ممثلي المسلسل. حلم الطفولة بعد دخول خباز عالم الكتابة، قد يسأل المرء: هل من إمكان لعودة خباز إلى تمثيل نصوص سواه من الكتاب؟"أنا أكتب لخدمة العمل الدرامي ولخدمة الممثل الذي فيّ وليس رغبة بالكتابة"، يقول خباز ويتابع:"فالكتابة هي الأكثر إرهاقاً وتعباً، وأرحّب بأي نص شرط أن اقتنع به". على صعيد آخر يشدد خباز على أن"الوقوف أمام الفنان دريد لحّام، حلم راوده منذ الطفولة. ويقول:"لست معجباً به وبفنّه فحسب، بل انا متأثّر به وبإنسانيته وبنصوصه، وبمدرسته في الكوميديا السوداء الهادفة، وهي كوميديا قالبها مأساوي وقشورها مضحكة"، معتبراً أن"الله أعطاني هذه الموهبة لأتمكن من إيصال رسالة تؤدي إلى رسم البسمة النظيفة". وحول ولادة فكرة اجتماعهما في عمل واحد، يشير خبّاز إلى"أنني بعدما وصلت إلى مرحلة متواضعة في الفن التمثيلي في لبنان، أحببت أن يجمعني عمل بلحّام، والفكرة التي وضعتها وجدت ترحيب شركة"نيو لوك بروداكشن"، بعدما لاحظت وجوه الشبه بيننا، سواء لجهة الشكل أم لجهة المضمون الفني". وعن فكرة المسلسل يشرح خبّاز أنه"يناقش صراع الأجيال من خلال نقل يوميات أب وابنه، فيبدأ بالكبّة النيّة والهمبرغر، وصولاً إلى أمور فكريّة وثقافيّة وفنيّة واجتماعيّة وحياتيّة في يومياتنا، وذلك في إطار حلقات كوميدية منفصلة - متصلة، يجمعها الأب وابنه مع الجيران الذين يشكّلون الشخصيّات الثابتة". وإذا كان خبّاز يرى في لحّام مثالاً ومدرسة، فلماذا قرر التنويع في شخصياته بدل العمل على شخصيّة متنوعة يبرزها ويقدّمها للجمهور؟ ويجيب"جيلنا مختلف عن جيلهم، فحين قدّم لحّام شخصية غوار، كان هناك محطة تلفزيونيّة واحدة في سورية، ومحطة واحدة في لبنان... لم تكن الفضائيّات منتشرة كما اليوم، فضلاً عن أنني لا أريد محاصرة نفسي في شخصيّة واحدة تنافسني كما نافس"أخوت شناي"نبيه أبو الحسن. صحيح أن دريد لحّام سجن نفسه في شخصيّة غوار، إلاّ أنه طوّر فيها وجعلها مختلفة باختلاف أعماله وتنوّعها، ولا أرى بين شخصياتي شخصيّة متنوعة إلى هذ الحد".