عمالقة المصممين الذين يرفعون اسم باريس عالياً ويحافظون على بريقها في عالم الموضة ما زالوا هنا فمن مزايا عاصمة النور والأناقة انها لا تنام ابداً ولا تكتفي بما عندها بل تراعي المنافسة الدولية التي تدفع بها الى التجدد باستمرار مع مرور الزمن. فالعروض الأخيرة وبخاصة بربيع وصيف 2007 اثبتت ان استقبال المواهب الشابة، أمر تتقبله باريس برحابة صدر طالما يتم الحفاظ على النوعية والذوق الرفيع. حين نرى تصاميم العروض الباريسية، لا ننسى ان الهدف الاول من العرض تسليط الضوء على قدرات المصمم وبراعته في ابتكار كل ما هو جديد. فوظيفة الفستان او التصميم في العرض هو تحريك مخيلة المتفرجة وحثها على زيارة محل هذا المبتكر بالذات او حيث تختار ما يلائمها من مجموعة عُرضت امام الإعلام. فعند كريستيان ديور مثلاً، صمم البريطاني جون غاليانو موديلات كلاسيكية مستوحاة من تايورات الخمسينات التي كان يقدمها ديور شخصياً عندما كان حياً يرزق، إلا ان غاليانو راح يلعب بالألوان فاستوحى لفساتين السهرة من التصاميم الفاخرة التي ارتدتها نجمات هوليوود في الخمسينات. اما جان بول غوتييه فاستمر على كلاسيكيته المعتادة مبرهناً عبقرية فذة تتبلور مع مرور السنين لتتخذ اشكالاً مختلفة وتقدم تصاميم راقية، خصوصاً انه يصمم مجموعة دار هرميس، بطريقة مختلفة بعيدة عما يقدمه في ماركته الشخصية. العبقرية نفسها تتجلى عند كارل لاغرفيلد مبتكر تشكيلة دار شانيل، فهي تتميز بأناقتها الهادئة وتزينها قطع مجوهرات ثمينة. كما ان اللونين الأسود والأبيض يطغيان على المجموعة. وما زال المصمم كريستيان لاكروا، على رغم بيع ماركته مستثمرين جدد، يستوحي تصاميمه من مناطق نائية، تاركاً الإيحاء الإسباني الذي ميّز موديلاته منتقلاً الى جزر بعيدة يأتي منها بألوان صيفية صارخة فوق اقمشة مطبوعة برسوم هندسية ومرحة تتحول فساتين للنهار، فيما التزم بمعايير الأناقة الكلاسيكية الفرنسية لفساتين السهرة. ولا تقتصر العروض الباريسية على الأسماء اللامعة بل تتضمن مبتكرين اقل نجومية مع انها لا تقل موهبة وعبقرية على غرار فرانك سوربييه وفيكتور اند رورلف ودومينيك سيرو الذي عمل مع هيوبير دي جيفانشي قبل ان يستقل وفاطمة لوبيس وستيلا كادينتي. وتشكيلة هؤلاء لربيع وصيف 2007 تبرهن قدرتهم على تحويل قلة الإمكانات المادية الى عنصر ايجابي للموديلات كاستخدام اقمشة غير باهظة الكلفة لكن مناسبة للارتداء فترة زمنية طويلة.